الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تدويل القضية السورية

تدويل القضية السورية

02.11.2015
د. شملان يوسف العيسى



الاتحاد
الاحد 1/11/2015
تسارع الأحداث الدبلوماسية العالمية حول سوريا تجعل المراقب السياسي في الوطن العربي والخليج يتساءل: هل قضية سوريا هي قضية عربية أم دولية؟
التدخل الروسي العسكري في سوريا فتح المجال للدبلوماسية الدولية للتحرك. فلقاء فيينا بمشاركة دول جوار سوريا وإيران بعد مرور أسبوع على فشل الاجتماع الرباعي الذي يشمل كلا من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا للبحث مجدداً عن نقطة انطلاق لحل الأزمة السورية، ضمن جهد دولي واسع النطاق يشمل للمرة الأولى إيران والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيران والعراق ومصر ولبنان، بالإضافة إلى ائتلاف المعارضة السورية.
الاجتماع الموسع الذي عقد يوم الجمعة 30 أكتوبر في فيينا سوف يختبر مدى جدية روسيا وإيران في التوصل إلى حل سياسي، حسب تصريحات عادل الجبير وزير خارجية السعودية.
والسؤال الآن: ما هي احتمالات الوصول إلى حل سلمي للمعضلة السورية، حل يرضي جميع الأطراف ويشرك جميع شرائح المجتمع السوري؟ الدول الغربية، ومعها الدول العربية والخليجية، تريد جدولا زمنياً محدداً لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد بعد انتهاء الفترة الانتقالية التي سيوضع فيها دستور جديد والدعوة لانتخابات ديمقراطية مفتوحة تشارك فيها كل شرائح الشعب السوري. المعضلة الرئيسة الآن تكمن في موقف الروس، فهم يشاركون في المفاوضات بفعالية ويلعبون دوراً مزدوجاً يجعلهم الخصم والحكم في نفس الوقت. وبينما تدعي روسيا أنها جادة في البحث عن حل سلمي لمشكلة سوريا، نراها في نفس الوقت تقوم بإعادة تسليح النظام في دمشق وتبعث بقوات جوية لضرب المعارضة (الجيش السوري الحر) تحت غطاء محاربة الإرهاب (داعش)، وكل هذا الدعم يهدف إلى تقوية دور حكومة الأسد في المفاوضات.
والغريب أن كلا من روسيا وإيران قد أكدتا على حق الأسد في الترشح مرة أخرى للرئاسة بعد الفترة الانتقالية.
لذلك يبدو أن الأمور بدأت تزداد غموضاً وتعقيداً، فالعرب لم يعد لهم دور فعّال في الدبلوماسية بين الدول العظمى رغم مشاركتهم الفعالة في عمليات القصف الجوي للجماعات الإسلامية المتشددة. والإدارة الأميركية التي وافقت على اشتراك إيران في مفاوضات فيينا، تحت غطاء البحث عن حلول سلمية، تعي تماماً بأن إيران تشارك مع "حزب الله" اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية في حرب سوريا بفعالية، لذلك فإن طهران لن تتنازل عن دعمها المعلن للرئيس السوري.
المعضلة الرئيسية أمام الفرقاء المختلفين في فيينا: ما هو مستقبل سوريا؟ وهل ستصبح دولة ديمقراطية حرة مستقلة وموحدة، كما تريد دول التحالف الغربي والدول العربية والخليجية، أم ستبقى الأوضاع فيها غير مستقرة وتستمر فيها الحرب الأهلية؟
هناك من يتحدث عن احتمال انقسام سوريا إلى ثلاث دويلات تحارب بعضها البعض، دولة كردية في الشمال (لن توافق تركيا على قيامها)، ودولة إسلامية في الوسط (لن تقبلها دول التحالف الغربي والدول العربية)، ودولة علوية أسدية في دمشق والشريط الساحلي مدعومة من روسيا وإيران و"حزب الله" والمليشيات الشيعية المختلفة.