ترقبات للسياسة الدولية حول تأديب النظام السوري

برلين /‏04‏/09‏/13
يتوقع الكثير من مراقبي السياسة الامريكية والاوروبية المهتمين بشئون الشرق الاوسط تنفيذ المتحدة الامريكية تأديب النظام السوري جراء جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب السوري باستخدامه الاسلحة الكيمياوية لقصف مدن وقرى بتلك الدولة واستعانته بمرتزقة ضد شعبه . وقد أحدثت جريمة قصف مناطق بالغوطة يوم 21 آب/اجسطس المنصرم بالاسلحة الكيمياوية السامة راح ضحيتها اكثر من الف وخمسمائة شخص معظمهم من الاطفال شيئا من وخز بضمائر الشعب الالماني والحكومة الالمانية أيضا ، فبالرغم من تأكيد المستشارة انجيلا ميركيل ووزير خارجيتها جويدو فيسترفيليه عدم مشاركة برلين بأي عمل عسكري حتى ولو كان هناك إجماع من مجلس الامن الدولي وتكليفه حلف شمال الاطلسي / الناتو / بمهام عسكرية فان برلين لن تشارك بشكل فعال وميداني بالعمل العسكري . وقد عزا الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك أثناء مؤتمر صحافي عقده يوم أمس الثلاثاء 3 أيلول/ سبتمبر مع نظيره الفرنسي فرانسوا اولند بباريس لأسباب تاريخية وسياسية تكمن بحرص المانيا علىى حماية الكيان الصيهوني اذ تخشى برلين قيام عمليات انتقامية من جماعات موالية لنظام اسد ضد الصهاينة ، بينما يرى رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام الدوليين السفير فولجانغ ايشينجر ضرورة المشاركة الالمانية الولايات المتحدة والامريكية فرنسا وغيرها اذا ما اقر مجلس الامن الدولي او لم يوافق على عمل عسكري ضد نظام بشار اسد اذ انهاء هذا النظام انهاء للعنف وعدم الاستقرار السياسي بمنطقة الشرق الاوسط برمتها .
ويعرب وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه عن قلقه أزاء ارتفاع نبرات الحرب ضد النظام السوري مشيرا انه مع الشعب السوري ومع جميع قرارات الامم المتحدة التي تتخذه بشأن إنهاء ماساة الشعب السوري الا ان ما يثير قلقه اعلان روسيا موقفها الى جانب أسد فموسكو وبكين وراء فشل اي قرار يتخذه مجلس الامن الدولي ضد نظام اسد والضرورة ملحة الحيلولة دون صدام عسكري يقع بين الغرب وروسيا ومعها الصين اذا ما تم تنفيذ ا عمل عسكري ضد اسد مضيفا ان الامر يجب ان لا يكون مقتصرا على تغيير النظام بالعمل العسكري بل يجب تنفيذ خطط تقف حائلا دون احتراق منطقة الشرق الاوسط بوقوع حروب عرقية ومذهبية فيها اذ يجب اخذ تهديدات بشار اسد بجدية .
وأكد فيسترفيليه بمحاضرة القاها مساء يوم أمس الثلاثاء 3 أيلول/سبتمبر بجامعة هومبولدت البرلينية ان برلين لم تتلقى طلبا من منظمة الامم المتحدة وواشنطن وباريس تقديم دعم معنوي وعسكري لحملة تأديب النظام السوري الا انه أشار قيام برلين بتقديم ما تستطيع اثر دراسة منظمة الامم المتحدة لتقرير مفتشيها الذين كانوا بسوريا للتحري حول استخدام الكيماويات السامة وغادروا دمشق يوم السبت المنصرم 31 آب/اوجسطس الى نيويورك معلنا ان العمل العسكري يجب ان يحظى بتأييد من المجتمع الدولي وهناك دعوات لاجتماع جديد لمجلس الامن الدولي للبحث بمسألة عنف نظام سوريا ضد شعب تلك الدولة .
وترى نسبة وصلت الى 64 بالمائة من الالمان ضرورة العمل العسكري ضد النظام السوري بينما تؤيد نسبة تصل الى 36 بالمائة منهم مشاركة المانيا عسكريا وترفض 70 بالمائة المشاركة العسكرية لالمانيا .
وكان فيسترفيليه قد استقبل قبل يوم أمس الاثنين 2 أيلول/سبتمبر رئيس ائتلاف المعارضة السورية احمد الجربا ببرلين وشارك مع السفير الاماراتي باجتماع مغلق تقديم المانيا حوالي 10 مليون يورو بمشاركة الامارات تذهب في ريع بناء مرافق سوريا من جديد واعتبر رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس تقد المبلغ المذكور قبل تحرير سوريا من برائن نظام اسد سابق لأوانه اذ يجب التريث لوضع خطط اعادة بناء ذلك البلد فالبناء لا يعني اعادة ترميم الابنية التي تعرضت للهدم وغيرها بل يشمل ايضا اعادة النبية التحتية لمؤسسات سوريا فمنذ عام 1963 تعيش تلك الدولة ومجتمعها تحت قانون حالة الطوارئ والاحكام العرفية وال رورة ملحة اعطاء الثقة بالشعب السوري ان ذلك الزمن قد انتهى .
ومن جهة أخرى فقد أعلن رئيس منظمة القبعات الخضراء للمساعدات الانسانية وعضو مؤسس منظمة أطباء بلاد حدود روبرت نويديك هذا اليوم الاربعاء 4 أيلول/ سبتمبر ان الالماني من اصل سوري زياد نوري الذي كان بصحبة اثنين من اعضاء المنظمة قد استطاع تحرير نفسه من قبل مختطفيه بعد مرور حوالي 111 يوما على اختطافه وقام عناصر من المقاومة السورية بتسهيل وصوله الى تركيا موضحا ان نوري أجرى مساء يوم أمس الثلاثاء 3 الشهر الجاري اتصالا هاتفيا وانه صوته كان مستقرا وغير متهد معربا عن شكره وشكر المنظمة لكل من ساهم بتحرير نوري من محتجزيه بدون اراقة دماء اذ كان محتجزيه نائمون واستطاع الخروج من خلفي على حسب توضيحات نويديك الذي يساهم منذ فترة بمساعدة الشعب السوري بافتتاح مستشفيات ميدانية داخل سوريا ويقوم بتقديم مساعدات لضحايا نظام تلك الدولة .
ونويديك مؤسس منظمة / كاب أنامور/ للاغاثة الدولية وله أيد بيضاء بمساعدة جميع متضرري النزاعات الاقليمية والدولية في افغانستان والشيشان واول منظمة اوروبية ساهمت بتقديم مساعدات للبوسنة والكوسوفو اثناء الحرب وايضا بالشفة الغربية وقطاع غزة وكان من بين من اعتقلتهم سلطات الكيان الصهيوني على سفية الحرية التي كانت متجهة الى غزة لانهاء الحصار المفروض على شعبها وله كتاب عن معاناة الشعب الفلسطيني / لا اريد البقاء صامتا / يتحدث فيه عن عنصرية الكيان الصهيوني .