الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تركيا بدلاً من سوريا

تركيا بدلاً من سوريا

11.08.2013
احمد عياش

النهار
الاحد 11/8/2013
خطف المواطنين التركيين وهما قائد طائرة ومساعده على طريق مطار رفيق الحريري الدولي قبل يوميّن يكشف هزال كل الوعود التي أعطيت قبل أشهر في شأن أمن هذه الطريق على رغم ان احد مرجعيات الثنائي الشيعي قال ذات يوم ان اليد التي ستقطع طريق المطار ستُقطع. وقد وُصف هذا الكلام في حينه بأنه ضمانة بأعتبار أن هذا الثنائي وتحديدا احد مكونيّه "حزب الله" هو الذي يمسك بزمام أمن طريق المطار الذي يمثل الحدود الغربية للضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الكبير للحزب. لكن يداً تحمل وشما شيعيا أمتدت فخطفت مواطنيّن تركيين لتؤذي بذلك الشريان الجوي الحيوي بين بيروت واسطنبول الذي يعتبر آخر نافذة حرة للبنان على اوروبا والعالم عبر تركيا بعدما سدت النوافذ الاخرى بفعل قرار الاتحاد الاوروبي وقبله قرار دول مجلس التعاون الخليجي بحق "حزب الله" وتاليا بحق لبنان. ولا ينسى المرء ان تركيا بلد مفتوح امام اللبنانيين للوصول اليه من دون تأشيرة دخول في حين ان ايران مثلا البلد المرجع لـ"حزب الله" يفرض تأشيرة دخول للوصول اليه. ومن النتائج الفورية أيضا لحادث الخطف على طريق مطار بيروت طلب تركيا من رعاياها مغادرة لبنان فوراً في وقت يفتقد هذا البلد رعايا دول العالم وفي مقدمهم رعايا دول الخليج الذين كان مئات الالوف منهم يملأون الربوع اللبنانية في مواسم الصيف الماضية لكنهم غابوا عن لبنان كليا هذه السنة بفضل سياسة "حزب الله" ومن يتصل به هذا الحزب. لا احد يعلم ما اذا كان حادث خطف التركيين صدفة أم هو مدبّر في مكان ما بعد سقوط مطار مينغ في ريف حلب الذي يمثل أهم ذراع للنظام السوري في هذا الجزء من سوريا. وقد ترك سقوط هذا المطار بلدتين في ريف حلب تضمان عشرات الالوف من الشيعة السوريين يواجهون الحصار الكامل بعدما ورّطهم النظام و"حزب الله" في حرب ضد مواطنيهم السوريين الاخرين الذين عاشوا معهم منذ مئات السنين على السراء والضراء.
 
فيما يعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل ان هناك سعياً حثيثاً لكشف مصير الطيار التركي ومساعده يعلم شربل ان "حزب الله" قادر على ذلك.
ان الانشغال بتصوير ما حدث على طريق المطار بأنه قضية محصورة بمخطوفي اعزاز في سوريا يشبه الانشغال بشجرة وسط الغابة. ولا احد بأمكانه ان يعزل الحادث عن تداعيات حرب سوريا والتغيير الجاري لموازين القوى من حلب الى الساحل السوري. وكأن هناك من "يخاطب الجارة التركية لتسمع الكنّة السورية" ولا ضير ان يكون مصير لبنان ومصالحه في خدمة هذا الخطاب. على رغم ان احدهم يقترح تهكماً انه اذا لابد من ممارسة الخطف فليكن عبر خطف "فاطمة غول" الباخرة التركية لتوليد الكهرباء التي ولّدت فقط ملايين الدولارات في جيوب مدبري الصفقة المشبوهة وزادت ليل لبنان عتمة على عتمة!