الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تركيا ضد "داعش": عدو محدود الضمان .. ستنضم أنقرة برغم تمنعها إلى الحلف الدولي في نهاية المطاف

تركيا ضد "داعش": عدو محدود الضمان .. ستنضم أنقرة برغم تمنعها إلى الحلف الدولي في نهاية المطاف

02.10.2014
رونين اسحق


القدس العربي
إسرائيل اليوم 30/9/2014
الاربعاء 1-10-2014
"ستمنح أنقرة الهجمات الجوية المساعدة المطلوبة سواء كان الحديث عن مساعدة عسكرية أو عن مساعدة لوجستية".
هذا كلام قاله رئيس تركيا رجب طيب اردوغان حينما زار نيويورك في الجلسة الـ 69 للجمعية العمومية. وحاول بذلك أن يصد الضغوط التي وجهتها عليه الولايات المتحدة، التي عبرت عن تعجب من رفض تركيا المشاركة في حلف على الدولة الاسلامية، وحاول أن يشير اشارة خفية الى امكانية أن تمنح دولته آخر الامر الحلف مساعدة ما بعد أن يجيز البرلمان التركي الذي يفترض أن يجتمع في بداية تشرين الاول، أن يجيز ذلك.
منذ أعلن رئيس الولايات المتحدة اوباما انشاء الحلف الدولي على داعش، رفضت تركيا أن تشارك مشاركة فاعلة فيه، وأوضحت جهات رسمية في الادارة التركية أن سبب ذلك الرئيس هو الخشية على سلامة الـ 49 عاملا من القنصلية التركية الذين اختطفهم رجال داعش في مدينة الموصل في شمال العراق في حزيران الاخير. لكن بعد اطلاق سراح الرهائن في 20 أيلول، لم تبادر تركيا الى اعلان انضمامها للحلف.
توجد عدة اسباب لامتناع تركيا عن الانضمام الى الحلف الدولي في مقدمتها الخشية من انتقال النشاط الارهابي للدولة الاسلامية الى داخلها. وحددت تقارير استخبارية غربية تركيا أنها المستهدفة الاولى لنشاط الدولة الاسلامية بعد أن ثبت رجال داعش اقدامهم في شمال غرب سوريا واقتربوا من الحدود. وليس هدف الدولة الاسلامية أن تحكم فقط ممرا مفتوحا يمر منه المقاتلون والسلاح مرورا حرا بل أن تكون رأس حربة لنشاط ارهابي في داخل تركيا. وتقدر جهات تركية أن الدولة الاسلامية يمكن أن تعتمد على نحو من ألف تركي من اعضائها يستطيعون الخروج لتنفيذ اعمال ارهابية في انحاء تركيا في كل لحظة.
هذا الى أن تركيا تخشى من أن يمنح الحلف في قتاله للدولة الاسلامية الاكراد في شمال العراق مساعدة (ولبعضهم صلات بحزب العمال الكردستاني الذي يُعرف في تركيا بأنه منظمة ارهابية).
وهناك سبب آخر للقلق التركي هو استمرار الحرب الجارية في سوريا. فاردوغان يخشى أن يضعف عمل الحلف الدولي الدولة الاسلامية وأن يقوي في الوقت نفسه نظام بشار الاسد عدوه الاكبر في المنطقة ويبقيه سنين كثيرة اخرى في الحكم. ويبدو أن هذا كان سبب تصريحات الامريكيين المكررة بأن الاسد ليس جزءا من الحل وأنه فقد شرعيته.
ونقول في النهاية إن تركيا استوعبت الى الآن نحوا من مليون ونصف لاجيء سوري واكثر من 150 ألف لاجيء عراقي. ويوجد من وجهة نظر اردوغان خطر أن يزيد القتال للدولة الاسلامية طوفان اللاجئين الى الارض التركية ويثقل على اقتصاد تركيا.
خطت تركيا في الايام الاخيرة في الحقيقة عدة خطوات مشجعة نحو الولايات المتحدة والغرب حينما أوقفت في ارضها مدنيين ارادوا الانضمام الى داعش، لكن نشك في أن يكون ذلك كافيا لانهيار الدولة الاسلامية. ومهما يكن الامر فانه حتى لو انضمت تركيا آخر الامر الى الحلف الدولي فلن تكون من الدول التي تقود الحرب ضد الدولة الاسلامية، وستبقى وراء الستار وتؤدي دورا ثانويا وتطمح الى احراز اهدافها التي أعلنتها وهي انشاء منطقة فاصلة على الحدود بين العراق وسوريا لمنع طوفان اللاجئين الى داخلها ولحماية سلامة مواطنيها.