الرئيسة \  مشاركات  \  تركيا هدف داعش الجديد في الشرق الأوسط

تركيا هدف داعش الجديد في الشرق الأوسط

16.07.2016
أحمد صلاح


تستمر الأعمال الإرهابية في بلدان الشرق الأوسط التي سببت وفاة مئات من الناس الأبرياء بشكل منتظم. ويتزايد عدد الهجمات والتفجيرات من جانب الانتحاريين وقد أصبحت تركيا مع بغداد عاصمة الدم العراقية منطقةً ليس الاستقرار الدائم فيها. منذ وقت قريب انضمت إليها مدينة داكا عاصمة بنجلاديش. وعادة يتحمل تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي المسؤولية على الهجمات وفي الآونة الاخيرة يصطدم عناصره بالصعوبات المالية ويفقدون مواقعهم في سوريا والعراق ويسعون إلى انتقال الحرب إلى الأراضي الجديدة.
الجدير بالذكر إنه الوضع في مجال الأمن في تركيا تدهور خلال السنوات الأخيرة ولم تستطع مخابرات البلاد أن تمنع الاعتداء الإرهابي في مطار إستانبول الدولي الذي أصبح هجمةً كبيرةً ثالثةً في مركز تركيا الثقافي والاقتصادي والمالي منذ كانون الثاني/يناير 2016. وكانت أسباب الأعمال الإرهابية مختلفةً ولكن جميعها مرتبطة بالنهج السياسي الذي اختارته الحكومة التركية والسيد أردوغان شخصياً. لا يخفى على أحد أنه يريد الرئيس التركي أن يشاهد نفسه زعيم الأمة الذي سيتمكن من إعادة الإمبراطورية العثمانية ومن المستبعد أن يتخلى عن طموحاته في المنطقة.
منذ بداية النزاع السوري احتلت تركيا الموقف الهادئ جداً بالنسبة للمتطرفين الذين وصلوا إلى أراضيها من الغرب ودول الخليج. وبهذا السبب أصبح البلاد ملجأً أمينً للمرتزقة الأجانب وبما في ذلك لعناصر داعش ومتطرفي الجماعات المختلفة المتحاربة في سوريا وبينها "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" وغيرها. ويساعد هذا على تأصل الأفكار المتطرفة بالنجاح بين الشباب التركي. بالإضافة إلى ذلك أدت الهجمات الإرهابية المستمرة إلى امتداد النزاع السوري إلى الأراضي التركية وتطوُّر المواجهة المسلحة بين الجيش التركي والأكراد.
ومن الواضح أنه يجب على الحكومة التركية التعديل سياستها على الأقل جزئياً بالنسبة لسوريا والأكراد. ويلزم على العمل الإرهابي أن يدفع أردوغان إلى إغلاق الحدود التركية السورية لعناصر داعش ومتطرفي الجماعات المختلفة لأن دون تنفيذ هذا التدبير لا يمكن اعتبار إنها سلطة البلاد تقوم بمكافحة الإرهاب والتطرف الدولي على نحو فعال والذي يهدد لتركيا نفسها.
من الممكن أن الانتظار أن سيفقد إرهابيو الدولة الإسلامية معقليهم الأساسيين في الشرق الأوسط وهما مدينتي الرقة والمصول. في المستقبل القريب سيأدي هذا إلى انهيار التنظيم وتفككه فيجبر عناصره إلى بحث الأراضي الجديدة. وربما بهذا السبب دعا زعماء تنظيم الدولة الإسلامية الأنصار لقيام بالأعمال الإرهابية في بلدانهم بل ليس للانضمام إلى سفوف المقاتلين في الخارج وفي سوريا أيضاً.( http://goo.gl/Zo6lhW  ) وتأكد بذلك سلسلة تفجيرات في مختلف أنحاء العالم.
على هذا النحو نشاهد أن تركيا التي كانت عون الإرهابيين والمتطرفين الأساسي في الشرق الأوسط قد أصبحت هدف داعش الجديد. حقق تنظيم داعش الإرهابي الاعتداء الكبير في مطار استانبول على الخلفية إضعاف مواقعه في سوريا والعراق وبذلك توجه بالنداء الواضح إلى المجتمع الدولي حول إمكانياته ونواياه. وفي نفس الوقت تبقى مهمة إغلاق الحدود التركية السورية وحمايتها مسألةً أساسيةً للسلطة التركية وإن حلها يسمح انخفاض تهديد الأعمال الإرهابية الجديدة في أراضيها فحسب بل في سوريا والعراق المجاورة لها.