الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تركيا في الموصل وحلب

تركيا في الموصل وحلب

30.10.2016
د. محمد نور الدين


الشرق القطرية
السبت 29/10/2016
يستثير موقف تركيا من الأحداث الأخيرة في سوريا والعراق انتباه العديد من المراقبين والمعنيين. فمنذ أن بدأ الحديث عن الاستعداد لمعركة الموصل استنفرت تركيا لهذا الحدث.
وانطلقت تركيا من اهتمامها بالموصل ومعركتها منذ أكثر من سنة عندما قررت إنشاء معسكر حربي في بلدة بعشيقة شمال الموصل وضعت فيها دبابات وجنود ومستشارين قالت إنها تدرب فيها عناصر محلية من سكان الموصل وقالت إن ذلك جاء بطلب من حكومة بغداد.
مع انطلاق معركة الموصل اعلنت تركيا أنها ستشارك بالمعركة كما ستكون على طاولة المفاوضات. وتفاقمت المشكلة أن تركيا رغبت في ذلك بالرغم من أن الحكومة العراقية رفضت أي نوع من المشاركة التركية في المعركة.
إصرار الحكومة التركية على المشاركة لا تنبع من فراغ. فالمواقف التركية الصادرة عن أعلى المستويات بمن فيهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة بن علي يلدريم ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو تعكس جملة دوافع وراء الموقف التركي.
1- اعتبار التوسع الكردي في سوريا كما في العراق تهديدا لتركيا. فتواجد حزب العمال الكردستاني في منطقة جبال سنجار على الحدود العراقية السورية تعتبره أنقرة توسيعا للتهديد الكردي ضد تركيا. ومن هنا هذا الإصرارعلى عدم استفادة أكراد حزب العمال من نتائج معركة الموصل.
2- ترى أنقرة وعلى لسان كل مسؤوليها أن المنطقة ولا سيما العراق مقبلة على وضع جديد ربما يعكس خرائط جديدة. وتركيا لا تريد أن تخرج من المعمعة من دون حصص ومكاسب. ومن يشارك في الميدان يكون له مقعد على طاولة المفاوضات وحصة من قالب الجبنة.
3- لكن يوجد عامل آخر وجديد وهو أن تركيا أعادت النظر بمفهوم أمنها القومي. وهو ما أكد عليه أردوغان وهو أن تركيا يجب أن تواجه التهديدات الموجهة لها قبل أن تصل إلى الأراضي التركية. أي أن تركيا يجب أن تهاجم معاقل التهديدات في منابعها الأصلية خارج تركيا في الدول المجاورة أو حتى في المناطق البعيدة عن الحدود.
وفي هذا الإطار كانت إقامة قواعد عسكرية تركية في الصومال وفي قطر. والبحث في إقامة قواعد أخرى في أذربيجان وجورجيا وألبانيا.
4- كذلك فإن تصريحات أردوغان عن الحقوق التاريخية لتركيا في ولاية الموصل (التي كانت تضم الموصل الحالية وكل إقليم كردستان وكركوك) وفي حلب وفي كل الأراضي التي كانت ضمن الميثاق المللي عام 1923 وكان من بينها شمال سوريا وشمال العراق، أشعلت نيران الخلافات مع العراق ومع سوريا.
اختلطت الأسباب الراهنة الميدانية بالعوامل التاريخية في مسألة الموصل وحلب. وهو ما سيزيد المشكلة ويؤسس لنزاعات طويلة المدى بين "أخوة الدين والتاريخ"!.