الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "ترويكا أستانة" يجتمع "هاتفياً" ويناقش تطورات الملف السوري

"ترويكا أستانة" يجتمع "هاتفياً" ويناقش تطورات الملف السوري

25.04.2020
هبة محمد



القدس العربي
الخميس 23/4/2020
دمشق – "القدس العربي" : عقدت أمس الأربعاء جولة جديدة من المباحثات بين أطراف أستانة، التركي- الروسي- الإيراني، عبر تقنية دائرة صوتية مغلقة، ناقش خلالها وزراء خارجية الدول الضامنة، التركي مولود تشاووش أوغلو، والروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، الشأن السوري، واستعرضوا آخر تطورات الملف سياسياً وميدانياً، وذلك ضمن مساعٍ واضحة لتفعيل الحضور الإيراني بعد تهميشه في اتفاق 6 آذار/مارس، المبرم بين تركيا وروسيا، استناداً إلى أن طهران كانت شريكاً في اتفاق مناطق خفض التصعيد، ولا بد من إشراكها في جزئيات معينة من ملحقاته، تحاشيًا لدور تخريبي قد يجر المنطقة إلى مواجهة عسكرية.
وبعد جولة المباحثات بين وزراء الخارجية السابع ضمن مسار أستانة، قال تشاووش أوغلو في تغريدة عبر "تويتر": "عقدنا الاجتماع السابع في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري عن بعد، وبحثنا آخر التطورات في إدلب وشرق الفرات، وتطورات العملية السياسية والوضع الإنساني وعودة اللاجئين" كما جرى خلال الاجتماع مناقشة سبل مكافحة جائحة فيروس كورونا.
وجاء الاتفاق على خلفية المستجدات في إدلب إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، الذي بلغ ذروته باستشهاد 34 جندياً تركيا أواخر فبراير/ شباط الماضي، جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة "خفض التصعيد".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أمس، إنه من الضروري استمرار المشاورات بين روسيا وإيران حول عملية أستانة المتعلقة بسوريا بالإضافة إلى المحادثات الثلاثية مع تركيا، ونقل موقع الرئاسة الإيرانية قول الرئيس الروسي إن "الدول الغربية تتحدث كثيراً عن حقوق الإنسان لكنها تتصرف بشكل مختلف من الناحية العملية"، مضيفًا، "العقوبات الأمريكية على ايران انتهاك لحقوق الإنسان". كما أكد بوتين ضرورة "الاستمرار في المشاورات الإيرانية – الروسية حول عملية أستانة بالإضافة إلى المحادثات الثلاثية مع تركيا".
ونقل الموقع تفاصيل اتصال هاتفي بين بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني، أكد فيه الأخير أنه "من المهم توسيع التعاون وتبادل الخبرات بين إيران وروسيا في مكافحة وباء كوفيد-19".
وأعلنت وزارة الخارجة الروسية عن إجراء مباحثات ثلاثية بصيغة أستانة حول سوريا الأربعاء، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاوفا، "نؤكد إجراء المباحثات الثلاثية حول سوريا على المستوى الوزاري يوم 22 نيسان/أبريل، وذلك عن بعد".
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد ذكر خلال مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، أن مباحثات بصيغة أستانة حول الوضع في منطقة إدلب السورية وعمل اللجنة الدستورية السورية ستجري قريباً.
ويعتقد خبراء لـ"القدس العربي"، أن الاجتماع يأتي في إطار إصرار أطرافه الثلاثة على أهمية استمرار مسار أستانة، وجعله قناة فعالة للتواصل بين الدول الضامنة حول الملفات والقضايا المختلف حولها في سوريا، وهذا حسب ما يقول الباحث السياسي إبراهيم العلبي هو هدف استمرار الاجتماعات بصيغة أستانة رغم اتساع الخلاقات بين الدول الثلاث.
الاجتماع، وفق "العلبي"، كان مجدولاً في شهر آذار الماضي لكنه تأجل بسبب تفرغ الجميع لمواجهة انتشار وباء كورونا والتصدي لتبعاته الاقتصادية القاسية، فيما يبدو أن معظم الدول بدأت تشعر بضرورة استئناف مباحثاتها السياسية بعيداً عن ملف كورونا وهذا ما دعا "الدول الضامنة إلى عقد اجتماعهم الهاتفي الأخير، كما اعتقد المتحدث أن الاجتماع لم يشهد طروحات جديدة، وإنما وحسب التصريحات الرسمية تضمن استعراضاً لآخر التطورات في الملف السوري سياسياً وميدانياً".
وذلك، لا سيما اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار الذي تبدي كل من روسيا وتركيا حرصاً واضحاً على تثبيته بدليل استمرار الدوريات المشتركة على طريق "إم 4" في إدلب.
من جهة أخرى اعتبرت مصادر مسؤولة من المعارضة السورية، أن الجولة جاءت لتأمين قدر من التنسيق مع إيران حول تطورات منطقة إدلب، وإشراكها في جزئيات من الاتفاق تحاشيًا لاندلاع اشتباك قد يجر كل الأطراف إلى مخاطر كبيرة. وفي هذا الاطار اعتقد رئيس وفد استانة السابق، فاتح حسون لـ "القدس العربي" أن هذه الجولة من المباحثات عقدت مع وجود متغيرات كبيرة عن الجولة السابقة، أهمها أنها تأتي بعد قمة موسكو الأخيرة حول إدلب بين الرئيسين التركي والروسي وغياب إيراني عن القمة وما نتج عنها من اتفاق.
ومن المعروف أن إيران والنظام السوري، كانا مصممين على تنفيذ عملية كبيرة شمال غربي سوريا، ضد فصائل المعارضة، إلا أن التوافق التركي – الروسي أبعد شبح المواجهة العسكرية.
ويعتقد حسون أن اجتماع قمة موسكو السابق عزز لدى إيران شعورها بأنها مهمشة، وغير مرغوب بها وفي سلوكها، وهذا ما دفعها حسب رؤية حسون إلى إثبات وجودها وتأثيرها، بممارستها دور تخريبي للاتفاق، "فدفعت بمزيد من ميليشياتها الطائفية من أفغانستان وباكستان إلى أتون الحرب في سوريا، منمية عندهم "حب الشهادة في الميدان" على الموت بكورونا – وفق ما يروّج معمموها – مستغلة جهلهم وعوزهم وعاطفتهم، غير مكترثة بما يمكن أن يلحق بهم من موت بسبب الجائحة".
ومقابل التحشيدات الإيرانية والتابعة لقوات النظام، حشدت تركيا والجيش الوطني السوري في الوقت نفسه قوات عسكرية ضخمة، ما قد ينذر بمعركة شرسة في منطقة إدلب تمزق اتفاق موسكو الأخير، وتستنزف كل الأطراف، شاغلة إياهم عن مواجهة جائحة كورونا.