الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفريغ سوريا من السوريين

تفريغ سوريا من السوريين

08.02.2016
سمير الحجاوي



الشرق القطرية
الاحد 7-2-2016
يتعرض الشعب السوري إلى هجمة خماسية من نظام الأسد العلوي وحزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية وإيران وروسيا، وهي هجمة شرسة دموية، ويمكن اعتبار سوريا تحت الاحتلال العسكري المباشر الإيراني- الروسي.
هذه الحرب الدموية أدت إلى مقتل 380 ألف سوري وجرح مليون وتهجير 14 مليون سوري، واغتصاب 50 ألف امرأة، واعتقال 250 ألف شخص، قتل منهم تحت التعذيب 13 ألف شخص حسب الإحصاءات المتاحة.
الشعب السوري يدفع ثمن التخاذل العربي والإسلامي، فهذا الشعب قدم كل ما يستطيع في مواجهة نظام الأسد العلوي المجرم وحلفائه من شيعة حزب الله والميليشيات العراقية وعناصر الحرس الثوري الإيراني الشيعي، والقوات الروسية الصليبية التي أعلنت كنيستها الأرثوذكسية "الحرب المقدسة" ضد الشعب السوري.
لم يبخل الشعب السوري بالدم والروح والنفس والمال، وقدم قوافل من الشهداء من أجل الحرية والكرامة والعدالة. لكن رغم مواجهتهم لأعتى آلة عسكرية ولنظام يمتلك كمية من التوحش تفوق كل تصور، نجح الثوار في محاصرة الأسد وقواته العلوية في أضيق المناطق، فتدخل حزب الله الشيعي لإنقاذه من السقوط، وقد اعترف أحد قادة هذا الحزب بأنه "لولا تدخل حزب الله لسقط نظام الأسد في ساعتين"، ثم تدخلت إيران، وعندما فشلت تدخلت روسيا لوقف انهيار نظام الأسد، وإنقاذ إيران من الهزيمة.
المشكلة لا تقف عند الأعداء الظاهرين، فهؤلاء يقاتلون في وضح النهار، وهم "أصدقاء حقيقيون" لنظام الأسد المتوحش، لكن المشكلة تكمن في "الأصدقاء المزيفين المزعومين" للشعب السوري، الذين عملوا للحيلولة دون انتصار الثورة والثوار، وحالوا دون سقوط هذا النظام أو إسقاطه، وقدموا لنظام الأسد "طوق نجاة" من خلال الضغط على المعارضة السورية وتقديم الوعود والأوهام، للتوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد، فهؤلاء الأصدقاء المزعومون يريدون حلا يضمن "عدم هزيمة النظام وعدم انتصار الثورة" ولذلك عملوا على تفتيت الثورة والثوار، وصنعوا "دكاكين ثورية"، وقسموا الشعب السوري إلى "معارضة معتدلة" و "معارضة إرهابية" وتحول الشعب السوري كله إلى "إرهابيين" يتآمر العالم كله عليه، ما عدا قلة، وصنفوا كل من يقاتل الأسد ويعمل على إسقاطه بالسلاح على أنه "إرهابي".
نعم.. تآمر الأصدقاء المزعومون على الشعب السوري وثواره، وسلموا سوريا وشعبها لقمة سائغة لهذا الحلف الشيطاني، وأجبروا المعارضة على الذهاب إلى جنيف من أجل التفاوض مع النظام المجرم والمحتل الإيراني الروسي، بينما كان حلف الشيطان الإيراني الروسي الصليبي العلوي الشيعي يطبق على حلب ويتقدم نحو الحدود التركية لإغلاق الحدود مع سوريا، وقطع الإمدادات على الثوار والمجاهدين السوريين.
هذه المعادلة أدت بشكل مباشر إلى تهجير 70 ألف سوري من حلب هربوا إلى الحدود التركية، يضافون إلى 5 ملايين لاجئ و9 ملايين نازح، في أكبر مأساة نزوح لشعب في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وهي حلقة في سلسلة من أجل تفريغ سوريا من السوريين، وإحلال "السوريين الجدد" الذي تحدث عنهم الإرهابي بشار الأسد.
باختصار.. العرب تخلوا عن سوريا لإيران وروسيا، كما تخلوا عن العراق من قبل فتحول إلى حديقة خلفية لإيران، لقد كان نظام الأسد يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا التدخل الإيراني الروسي العسكري المباشر، ولكن الثوار والمجاهدين السوريين "يختنقون" الآن لأن الهجمة كبيرة وشرسة وعاتية وعنيفة، ولأنهم يقاتلون وحدهم، ويخسرون على الأرض وهي خسائر سيدفع العرب ثمنها غاليا ولأجيال عديدة مقبلة، ولا يوجد إلا حل واحد، وهو فتح كل مخازن الأسلحة للثوار والمجاهدين السوريين بلا إبطاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والحيلولة دون سحق الثوار ودفعهم إلى الهزيمة، لأنها ستكون سابقة في تاريخ البشرية أن يهزم نظام شعبا ثائرا.