الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تسليح الثورة مصلحة أردنية

تسليح الثورة مصلحة أردنية

25.06.2013
عمر عياصرة

السبيل
الثلاثاء 25/6/2013
يمكن القول إن سياسة الحياد التي اتبعتها الدولة الاردنية تُجاه اطراف الازمة السورية فقدت وظيفتها التي كانت في المرحلة السابقة. اليوم تبدل الوضع في سوريا الى الحد الذي نرى فيه أن حسم أمر الازمة بات يشكل مصلحة حيوية اردنية، ويستوي في ذلك أن يكون الحل ميدانياً أو سياسياً.
لم يعد ممكناً أن تمتد الازمة الى آماد زمانية اطول من هذا الذي عايناه، فطاقة احتمالنا بدأت بالنفاد، وهنا تكمن العقدة في ضرورة وقوفنا الى جانب جهد نهاية الأزمة.
 هنا يبرز سؤال عن مصلحتنا الاردنية الحيوية في تسليح المعارضة السورية، وتدريبها في هذا التوقيت التي تبدت فيها عودة زمام المبادرة الى النظام الاسدي. ما أراه أن مصلحة الدولة الاردنية في هذا الوقت القبول، وتشجيع القرار الغربي القاضي بتسليح المعارضة السورية؛ لغايات إحداث توازن في مواجهة آلة حرب النظام السوري.
 منبع مصلحتنا هذه تتأتى أولا: أنه إذا ما اردنا ان يذهب الجميع الى الحل السياسي، ونجاج «جنيف 2» فلابد أن تكون الحالة الميدانية قد سمحت بذلك. والحالة الميدانية لن تكون معبرا آمناً للحل إلا اذا كان التوازن والتدافع العسكري المتساوي هو السائد هناك في الاراضي السورية.
 فلو افترضنا ان الطاولة السياسية كانت قد جمعت اطرافاً؛ جزء منها مهزوم دون فناء، ومنتصر دون سيطرة، عندها ستكون المحادثات عبثية وستطيل اجل الازمة. من ناحية اخرى اذا اجتمعت الارادة الدولية على دعم الثورة والمعارضة الى الحد الذي يمكنها من حسم المعركة، فزيادة الخير خيرين. ويجب علينا المشاركة فيه دون ان يمس الامر بسيادتنا، ودون التورط بجلب العسكر الامريكي الى البلد، وهناك ألف صيغة وصيغة يمكن ان نقدمها للمساهمة بالأمر.
 فحين نقوم بتدريب كتائب من الجيش الحر داخل حدودنا، ونقوم بالتأثير في فلسفة هؤلاء المستقبلية، ومن ثم نشبك معهم علاقات ستنفعنا بالمستقبل –والمستقبل للثورة– في علاقتنا مع سوريا القادمة.
هذا الكلام قد لا يعجب البعض، لكن الحقيقة أن حيادنا لم يعد واقعياً او منطقياً، وأن ترك الحياد «شر لابد منه»، لكن الوجهة القادمة هي الاهم، وهنا الاخلاق والمصلحة أن نسلح الثورة وندعمها، وفهمكم كفاية.