الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تسليح ثوار سوريا ليس النهاية

تسليح ثوار سوريا ليس النهاية

02.06.2013
ديللي تلغراف البريطانية

البيان
الاحد 2-6-2013
وافق الاتحاد الأوروبي، أخيراً، على رفع حظره على تسليح الثوار السوريين، تحت ضغط كل من لندن وباريس، على الرغم من معارضة العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد، لا سيما ألمانيا والسويد وهولندا والنمسا. وأشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقمة الأوروبية باعتبارها نصراً دبلوماسياً.
وفي الواقع، أكدت الـ14 ساعة من المناقشات المنقسمة ما عرفناه منذ صراع البلقان قبل 20 سنة، وهو أن تأمين سياسة خارجية، متفق عليها، للاتحاد الأوروبي يعد ممارسةً غير مثمرة، نظراً للمصالح الوطنية المختلفة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
بالنسبة إلى مؤرخي الشرق الأوسط، لقيت جهود بريطانيا وفرنسا للتوصل إلى موقف متعلق بسياسة خارجية مشتركة حول الصراع في سوريا صدىً قوياً. ففي عام 1916، حددت اتفاقية "سايكس بيكو" السرية، مناطق نفوذ القوتين الاستعماريتين لفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى. وظهرت الدول التي تشكل الشرق الأوسط حالياً، بما فيها سوريا، نتيجةً لهذه الصفقة بالغة الأهمية.
هنالك فرق واحد كبير بين ذلك الوقت والآن، وهو أن الاتفاق الفرنسي البريطاني كان مدعوماً من قبل روسيا، في حين أن آخر موقف للاتحاد الأوروبي هو بكل تأكيد غير مدعوم بها. لقد كان نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين داعماً أساسياً للرئيس السوري بشار الأسد منذ لحظة بدء الثورة قبل عامين، وكان رده الفوري على قرار الاتحاد الأوروبي غير مبشر بالخير، معلناً بأنه سيرسل أسلحة متطورة مضادة للطائرات لسوريا، وهي خطوة استنكرتها إسرائيل باعتبارها تهديداً لأمنها الخاص.
إن الخطر الأوسع نطاقا الذي تشكله الحرب الأهلية السورية على قدرتها في جر دول أخرى إلى دوامتها. لقد شكلت مشاركة روسيا، وتركيا، وحزب الله، وإسرائيل مزيجاً خطراً للغاية، حتى من دون وجود احتمال شحنات الأسلحة الغربية. زيادة على ذلك، يبرهن الصراع على أنه نقطة جذب للمتشددين، بمن فيهم أكثر من 100 شخص تم تقدير قدومهم من بريطانيا.
والذين سيعودون للتسبب بالمتاعب في بلدانهم، إذا ما بقوا على قيد الحياة. هذا مزيج متقلب بالفعل، ولنكون منصفين لوليام هيغ، فإنه لا يقترح أنه ينبغي على بريطانيا إرسال أسلحة في أي وقت قريب. هو يرغب، فحسب، بمرونة أكبر للرد على الوضع أثناء تطوره. بشرط أن يتحرك بحذر بالغ، وتعد هذه سياسة معقولة يمكن اتباعها.
وعلى نحو مقنع بشكل أقل، تأمل وزارة الخارجية الأميركية أيضاً، من خلال إزالة حظر الاتحاد الأوروبي على الأسلحة، بأنه سيتم وضع الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيديه العلويين تحت ضغط أكبر، وذلك للتفاوض بنية حسنة في المحادثات المقررة في جنيف خلال شهر يونيو، تحت رعاية روسية أميركية مشتركة. وعلى كل حال، تبدو هذه المفاوضات كأنها الأمل الباهت لإيقاف سفك الدماء- وأياً كانت المبررات، يمكن لإرسال أسلحة إضافية أن يجعل الأمر أسوأ فحسب.