الرئيسة \  تقارير  \  تفسير التطور النووي الإيراني

تفسير التطور النووي الإيراني

08.06.2022
سايمون هندرسون


سايمون هندرسون* – (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) 2/6/2022
الغد الاردنية
الثلاثاء 7/6/2022
ملخص موجز للمصطلحات الفنية المتعلقة بتقدم إيران في المجال النووي.
تظهر أحدث التقارير الصادرة عن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” أن إيران يمكن أن تمتلك في غضون أسبوعين كمية كافية من المواد النووية المخصبة لصنع جهاز متفجر نووي. ولكن ما يزال من غير المؤكد ما إذا كانت طهران معنية بتحقيق مثل هذا الإنجاز على الفور أم أنها تستخدم التقدم الذي أحرزته كتكتيك تفاوضي للحصول على تنازلات بشأن رفع العقوبات عنها.
ومن أجل توضيح التعابير التقنية التي غالبا ما تستخدم في التقارير، فيما يلي ملخص موجز لشرح بعض المصطلحات:
التخصيب بنسبة 60 في المائة: التخصيب هو العملية التي تجري من خلالها زيادة نسبة النظير “يورانيوم 235” في عينة من اليورانيوم الطبيعي من سبعة أجزاء في الألف، مقارنة بالنظير “يورانيوم 238” الأكثر انتشارا، إلى معدل ذرات 193:7 اللازم لمفاعل نووي يهدف إلى الاستخدام المدني أو معدل 1:7، أي حوالي 90 في المائة، وهو المعدل اللازم لصنع قنبلة نووية. وعند التخصيب بنسبة 60 في المائة، يبلغ معدل الذرات حوالي 11:7، مما يعني أنه يجب تجريد اليورانيوم الغازي من عشر ذرات أخرى من “اليورانيوم 238” في أجهزة طرد مركزي فائقة السرعة.
أجهزة الطرد المركزي: تدور هذه الأجهزة المغلفة والمثبتة رأسيا حوالي 1.000 دورة في الثانية، وتفصل ذرات “اليورانيوم-238” عن ذرات “اليورانيوم-235” باستخدام فرق الوزن الدقيق بين الذرتين. وتكون العملية بطيئة ويدخل فيها عمل مجموعات مختلفة من أجهزة الطرد المركزي التي تعرف باسم “الآلة التعاقبية”. وعادة ما تنتج محطة الطرد المركزي التي تضم 5.000 جهاز كمية من “اليورانيوم-235” تكفي لصنع قنبلة واحدة في كل ستة أو ثمانية أسابيع. وما تزال إيران تعتمد على جهاز طرد مركزي تقليدي من الجيل الأول (IR-1) لتحقيق مستويات أقل من التخصيب، ولكنها تستخدم أجهزة طرد مركزي أكثر تقدما للمستويات الأعلى. وتبدو أجهزة الطرد المركزي المتقدمة هذه وكأنها نسخ إيرانية مطورة من أجهزة الطرد المركزي الباكستانية المتقدمة، على الرغم من وجود اختلافات في التصميم.
زمن تجاوز العتبة النووية: تعمل أجهزة الطرد المركزي الأسرع والأكثر تطورا على تقليص الوقت الذي يستغرقه إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع القنابل، ولهذا السبب تم حظر استخدامها في الإنتاج بموجب “خطة العمل الشاملة المشتركة”، أو الاتفاق النووي الإيراني، للعام 2015. ويشكل استخدام إيران أجهزة الطرد المركزي تطورا مقلقا. وهناك مصدر قلق آخر يتمثل في إمكانية قيام دولة، مثل كوريا الشمالية، بتوفير اليورانيوم المخصب لإيران، مما يؤدي بشكل فعال إلى تغيير وضعها النووي. وكان هذا ما حدث في العام 1981، عندما أعطت الصين لباكستان 50 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 93 في المائة، وهو ما يكفي لصنع جهازين نوويين. كما زودت الصين باكستان بتصميم سلاح.
كمية كبيرة: تعرف “الكمية الكبيرة” على أنها نسبة 90 % من “اليورانيوم 235” اللازمة للتسبب بانفجار نووي. (يبقى صنع قنبلة نووية يمكن توجيهها إلى هدفها شأنا أكثر تعقيدا). ويتطلب الانفجار النووي النموذجي كرة من “اليورانيوم-235” بحجم حبة الجريب فروت تقريبا، التي قد تزن حوالي 25 كيلوغراما. ويتم ضغط الكرة بواسطة كرة خارجية من مواد تقليدية شديدة الانفجار لتصبح بحجم برتقالة صغيرة. وفي هذه المرحلة، تبدأ سلسلة من التفاعلات لا يمكن السيطرة عليها، وتعرف أيضا باسم “الانفجار النووي”.
تصميم سلاح نووي: حتى الآن، لم تكتشف “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” أن إيران تحول على نطاق واسع اليورانيوم الغازي المخصب الذي بحوزتها إلى معدن اليورانيوم، وهو شرط أساسي ضروري لصنع جهاز نووي. لكن العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان، الذي توفي في العام 2021، أعطى ليبيا خططا لتشكيل معدن اليورانيوم في أشكال نصف كروية، ولذلك يمكن أيضا افتراض أن إيران لديها المعرفة في هذه التقنية. وإضافة إلى ذلك، أعطت باكستان لإيران ما لا يقل عن ثلاثة تصاميم مختلفة للأسلحة النووية، على الرغم من أن الوثائق متعددة الصفحات ربما لم تكن كاملة.
صنع قنبلة يمكن توجيهها إلى هدفها: يفترض الخبراء عموما أن إيران ستستخدم صاروخا لنقل السلاح النووي إلى الهدف، مما يعني أن الجهاز يجب أن يكون مضغوطا بدرجة كافية لكي يتسع له رأس حربي، ومصمما لتحمل درجات الحرارة والقوى التي قد يتعرض لها عند الدخول إلى الغلاف الجوي. لكن القنبلة الباكستانية الأولى، التي كانت جاهزة بحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي، صممت لتحملها مقاتلة أميركية من طراز “F-16، وبحيث يمكن أن يكون تصميمها أبسط.
ثلاثة مواقع: تضغط “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بشدة على إيران لتشرح ما حدث في ثلاثة مواقع مرتبطة على ما يبدو ببرنامجها النووي؛ حيث أظهرت العينات العلمية المأخوذة في هذه المواقع وجود يورانيوم على معدات يحتمل أن تكون قادمة من باكستان. وحتى الآن، لم تكن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” راضية عن التفسيرات الإيرانية.
غالبا ما يقول المسؤولون الغربيون إنه على الرغم من أن إيران تحقق مستوى مقلقا من التخصيب، إلا أنه ما يزال أمامها المزيد من العمل الذي يتعين عليها القيام به لتصبح قادرة على تصميم سلاح فعال ونظام مناسب لإطلاق الصواريخ. ويتم ذكر أفق زمني أمده عامين. ومثلما نفت إيران حتى امتلاكها برنامج أسلحة نووية أو رغبتها في تصنيعها، فإن مثل هذه التعليقات قد تحتوي على شيء من الخداع.
وبالنسبة لواشنطن، ينطوي التحدي على موازنة مخاوف الحلفاء حول ما إذا كان التعامل مع إيران سيكون أفضل من خلال الدبلوماسية أو العمل العسكري، أو أعمال التخريب مجهولة المصدر. ولكن بعبارات بسيطة، من الممكن أن تكون إيران قد وصلت بالفعل إلى الوضع النووي الذي يخشاه البعض.
 
*سايمون هندرسون: هو “زميل بيكر” ومدير “برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة” في معهد واشنطن. وهو متخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج العربي.