الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصدعات الأزمة السورية تتسع

تصدعات الأزمة السورية تتسع

29.05.2013
صحيفة إندبندنت البريطانية

البيان
الاربعاء 29/5/2013
تعود الحرب الأهلية في العراق للاشتعال، حيث قتل أخيراً في غضون أسبوع واحد، أكثر من 250 شخصاً في حوادث سيارات مفخخة أو رمياً بالرصاص. كانت آخر مرة شوهدت فيها مثل حصيلة الوفيات العالية هذه قبل 5 سنوات، أثناء المراحل الأخيرة للعنف الطائفي المروع، حيث قُتل عشرات الألوف من الأشخاص.
لماذا هذه الخطوة للوراء؟ من جانب، لأن العراق مزعزع الاستقرار حالياً، عبر فشل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يسيطر عليها الشيعة، في إيجاد طريقة مُرضية لتقاسم السلطة مع السنة والأكراد.
لكن العامل الأكثر أهمية في الأزمة الحالية، هو الحرب الأهلية السورية، حيث تشجع ثورة الغالبية السنية المجاورة في سوريا، الأقلية السنية في العراق.
قبل خمسة أشهر، بدأ السنة في العراق احتجاجات سلمية على غرار مظاهرات الربيع العربي المبكرة، مطالبين بوضع حد للاضطهاد والتمييز الذي بموجبه يحرمون من الوظائف، وقد يسجنون أو يعذبون بسبب كلمة من مخبر سري.
لم يقدّم نوري المالكي سوى القليل من التنازلات، معلقاً آماله على تراجع الاحتجاجات، وأنه بالإمكان رشوة أو تفريق الزعماء السنة.
يتمتع الأكراد، فعلًا، بدرجة من الاستقلالية قريبة من الاستقلال، في منطقة تسيطر عليها "حكومة إقليم كردستان"، ويحاول الأتراك استرضاء الأكراد داخل وخارج البلد، للحصول على امتياز الوصول لحقول النفط والغاز الطبيعي في المنطقة الكردية شمال العراق.
حالياً، تتداخل الأزمات في العراق وسوريا، وتفاقم إحداها الأخرى. وتفتخر جماعة "القاعدة" في العراق بإعدادها وتدريبها وتمويلها بشكل واسع لجبهة "النصرة"، الفرع الذي يعد أقوى جماعة مسلحة شرق سوريا.
وبحسب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، يمكن تحسين هذا الوضع الكارثي إذا تم رفع الحظر الأوروبي على إمدادات الأسلحة للثوار السوريين، ويقترح تقديم الأسلحة للثوار المعتدلين "تحت ظروف يتم التحكم فيها بعناية". ولكن من هم هؤلاء المعتدلون الذين سوف يقدمون ضمانات لحسن السلوك في المستقبل؟ وكيف سيتعرف عليهم وزير الخارجية البريطاني؟
وبينما يستعد الاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات النفطية عن سوريا، على أمل مساعدة الائتلاف الوطني السوري المعتدل، يتضح أن معظم آبار النفط موجودة تحت سيطرة جبهة "النصرة" والجماعات المتشددة الأخرى.
إن اقتراح ضخ المزيد من الأسلحة إلى أرض ممتلئة بها، مسبقاً، هو اقتراح ساذج إلى حد السخافة، وهو جولة إعادة للوهم الذي تشاركته من قبل أميركا وبريطانيا في كل من العراق وأفغانستان، حيث اعتقدوا أن لديهم شريكاً محلياً موثوقاً ومعتدلًا.