الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصريحات أوباما وتصريح السفير السابق بدمشق!!

تصريحات أوباما وتصريح السفير السابق بدمشق!!

29.11.2014
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الخميس 27-11-2014
لن يفلح "دي ميستورا " في مبادرته المعروضة والتي يكتنفها كثير من الغموض سوى أمر واضح ولعل هذا بالذات ما رمى إليه إذ يبدو أنه إما متأثر بالأسد بفعل ما أو أن التوجهات منذ اختياره كانت كذلك من قبل اللوبي الصهيوني الأمريكي الغربي لإطالة عمر القضية السورية وليس لأنها كفلسطين بل هو الحقيقة فأي دولة متاخمة حدوديا لفلسطين ويخشى أن ينفذ منها أي تخوف على أمن اسرائيل فهي مستهدفة ولذا جيء بالأسد الأب ثم الابن في الإقليم الشمالي وبمبارك في الإقليم الجنوبي ثم كان لابد من الإسراع نحو السيسي إذ يظهر من جميع المظاهر منذ بداية الرئيس مرسي أن هذا كان مخططا له وبكل دقة فمن المحال أن تقبل اسرائيل بدولة متاخمة لها ذات توجه إسلامي, ولا حتى وطني فلا بد من الإيقان أن توجهها صهيوني وأنها مع اسرائيل حتى النخاع وكان هذا هو الثمن الذي دفعه الشعب المصري ولا زال يدفعه لإنجاز هذا الهدف ,ولذا قامت الحفلات الغنائية والراقصة في إسرائيل ابتهاجا بتنصيب السيسي ولكن كل هذا لم يعد ذا بال خطير هذه الأيام فالسيسي نفسه وبعظمة لسانه قال قبل أيام قليلة: إنه اضطر إلى هدم منازل سيناء و- بهذه الوحشية- لضمان سيادة مصر ولحفظ أمن اسرائيل ولم يخجل من ذلك أبدا, فاللعب اليوم على المكشوف والمكشوف فقط تحت الكثير من الحجج و الذرائع التي أهمها ما يسمي الإرهاب وإن الأمر الواضح بالنسبة لخطة ميستورا التي يحدد فيها مناطق للنظام وأخرى للمعارضة ولكنها تدار بالأسد أشبه بوضع الفلسطينيين مع اسرائيل إنما هي لكسب الوقت بل المزيد منه لتثبيت الأسد كما فعل الايرانيون منذ بداية الثورة في مرحلتها السلمية, ولما عجز الأسد ثم اليهود والايرانيون بحرسهم الثوري المدجج بالسلاح و الرجال والمال وكذلك ما يسمى حزب الله وتدخله مع المليشيات العراقية الشيعية والدعم الروسي اللامحدود لإخماد الثورة, ولم يفلحوا جاء الغرب وعلى رأسه أمريكا بمستورا عساه يحدث شيئا فكان ما يعرضه الآن, وكانت تصريحات أوباما المتتالية الذي يناقض فعلها قولها هكذا كالايرانيين باطنيا من هذا الجانب, ولذا كرر وكرر أن الأسد فقد شرعيته في معظم بلده ثم توجه ذلك على مايرى – من باب الخديعة لإنعاش الشعب السوري- فكان يوم أربعاء الأسبوع الماضي أن طلب من مستشاريه اجراء مراجعة سياسة إدارته تجاه سورية بعد أن توصل إلى أنه لايمكن القضاء على داعش دون القضاء على نظام الأسد إلا أنه - و لأن كلام الليل يمحوه النهار – يوم الخميس بعده بيوم واحد أعلن بالصوت والصورة أنه لا يملك أي طرق لعزل نظام بشار الأسد مع اعترافه بأنه فقد شرعيته أيضا, وهكذا فإنه ينعش ويحبط في آن واحد و إن كان في الحقيقة لم يعرف عنه غير الاحباط لأنه متآمر جزما مع اسرائيل و إيران بل و الروس في المشهد السوري. وعلى أية حال فيجب على القارئ الحصيف أن يدرك أن مثل هؤلاء لا يفكرون ابدا بمصائر الشعوب ولا بالدماء والأشلاء وليذهب الشعب السوري إلى الجحيم كما قال أحد الوزراء في الأمم المتحدة كان من المفترض أن يكون مع هذا الشعب المغلوب على أمره و الذي ترك وحده وقامت المؤامرة الكونية عليه وحده ايضا وليس على ما يسمى النظام السوري الذي لو لم يكن مع هذا المجتمع الدولي الغادر كمن سموا بأصدقاء سورية وسواهم لما حل بسورية مثلما حل في هذه السنوات التي قاربت أربعا إن هؤلاء جميعا أرباب مصالح وأفكار وايديولوجيات وهي الجملة التي قالها بشار لوفد درعا عندما قابله بداية القضية : أتظنون أن حكمي إذا هدد فعلا أبقي حجرا على حجر في سورية؟! إن أوباما لا يعول عليه في تصريحاته أعني ما قاله في ختام قمة العشرين في استراليا من أن الوقوف الى جانب الرئيس السوري ضد تنظيم الدولة سيضعف التحالف. و الدليل على ذلك أن مسؤولا في مجلس الأمن القومي الأمريكي قال: إن استراتيجية أمريكا بالنسبة إلى سورية لم تتغير وإن كنا نسعى لتعزيز المعارضة المعتدلة! على أنه إضافة إلى موقف واشنطن الجديد القديم من المسألة السورية أشار السفير السابق لأمريكا في دمشق "روبرت فورد" الذي كان دخل مدينة حماة السورية في مرحلة الثورة السلمية وقابلوه وهم أكثر من سبعمائة ألف متظاهر بأغصان الزيتون لكنه تآمر في النهاية ثم لعله رجعت إليه صحوة الضمير فقال في القاهرة وذلك بعد أن بلغ الثوار قصره الجمهوري ودكوه بالقذائف: إننا لا نريد إسقاط نظام الأسد ولكن نريد إضعافه فقط – فانظروا إلى مربط الفرس في اسرائيل وشموا ذلك من كلامه. وهكذا يظهر من المشهد أن الأمر ما يزال قيد الدراسة وأن دول الاستعمار لن تتغير و دول الاستبداد إنما تسير في نيرها تماما , ولذا فلن يتحقق لشعب حريته إلا بقوته وتضحيته إذ كلفة تغيير مثل هذه الأنظمة أقل بكثير – مهما بلغت – من كلفة إبقائها كما تريد إسرائيل!....