الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصعيد خطير فى سوريا

تصعيد خطير فى سوريا

20.05.2013
رأي الشرق

رأي الشرق
الشرق
الاثنين 20-5-2013
دخلت الأزمة السورية خلال الايام الماضية منعطفا خطيرا على الصعيد الميدانى مع تصاعد المعارك على جبهة حمص، بعد دخول حزب الله اللبنانى على الخط وارسال مقاتليه الى هناك لدعم القوات الحكومية فى قتالها ضد الثوار لاستعادة بلدة "القصير"من قبضة الجيش الحر، وبالامس شهدت الجبهة اشرس معاركها، بعد ان شنت قوات الاسد مدعومة بمقاتلى حزب الله هجوما على البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من الحدود مع سهل البقاع اللبناني، سقط فيه عشرات القتلى والجرحى، حيث امطرت قوات النظام البلدة بالقذائف بمعدل 50 قذيفة في الدقيقة.
وهو ما يعنى ان النظام ماض بشراسته فى ارتكاب مزيد من المذابح وامعان عمليات القتل، فى الوقت الذى يتظاهر فيه بدعمه لفكرة الحوار مع المعارضة بضوء المؤتمر الدولى المقترح لبحث الازمة، وهو نهج باعتقادنا يؤكد ان نظام الاسد ليس معنيا بحل الازمة وانقاذ ارواح ابناء الشعب ووقف اعمال التخريب والتهجير، بقدر حرصه على ادارة الازمة واللعب على عامل الوقت لإراقة المزيد من الدماء، مستغلا بعض التجاذبات الاقليمية ومزادات الاتجار بالدم السورى واجواء التردد والتخبط الدولية ازاء القرارات الشرعية لحسم الازمة، التى اودت حتى الآن بحياة اكثر من تسعين الف سورى، وجرحت مئات الآلاف وشردت اكثر من مليونين فى دول الجوار السوري، فضلا عن نزوح نحو ثمانية ملايين بالداخل، مضافا الى ذلك اعمال الدمار والخراب التى حلت بالوطن.
وامام هذا التصعيد الدموي من قبل جيش الاسد وقوات حليفه حزب الله، يصبح لا معنى على الاطلاق للحديث عن مؤتمر دولى لسلام سوريا، وكان من الاجدى والاجدر بالاصوات التى تنادي بالمؤتمر الدولى ان تكثف ضغوطها على نظام الاسد لكبح آلته العسكرية، والانصياع لمطالب ثورة شعبه بتسليم السلطة للسوريين كبادرة حسن نية منهم ومنه على حرصهم على مستقبل سوريا والسوريين.
وبضوء كل ذلك حسنا فعلت الدوحة بدعوتها الى عقد اجتماع للجنة العربية المعنية بالازمة السورية برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبرآل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الخميس المقبل لبحث تطورات اوضاع سوريا، بضوء الدعوة المطروحة لعقد المؤتمرالدولي او (جنيف 2) كما يسمونها. ويكتسب هذا الاجتماع اهميته كونه يأتي بعد يوم واحد من مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده بالأردن الأربعاء المقبل.
واخيرا مطلوب من المجتمع الدولي ان يخرج عن صمته امام مذابح سوريا وان يتحرك ويتفاعل مع الجانب الانساني من الازمة التى اوشكت ان تبيد شعباً بأكمله.