الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصعيد روسي – سوري خطير يستهدف المشافي ويقتل 22 مدنياً بينهم عائلة كاملة في ريف إدلب

تصعيد روسي – سوري خطير يستهدف المشافي ويقتل 22 مدنياً بينهم عائلة كاملة في ريف إدلب

19.12.2019
هبة محمد



القدس العربي
الاربعاء 18/12/2019
دمشق – "القدس العربي" : قال شهود ورجال إنقاذ إن ضربات جوية من الجيشين السوري والروسي أودت بحياة 22 شخصاً على الأقل اليوم الثلاثاء في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه قوات المعارضة وذلك حسب وكالة رويترز. وفي تصعيد روسي مضاعف، قضت ثماني سيدات من ضمن ال22 قتيلاً، وجرح العشرات، بقصف مكثف للمقاتلات الحربية الروسية ومروحيات النظام السوري على ريفي إدلب الشرقي والغربي، وذلك وسط تعزيز قوات النظام مواقعها وتمركز قواتها على جبهات إدلب حيث استعدت لذلك ميليشيات محلية وأجنبية وطالبت أهالي قرية سنجار في ريف إدلب الجنوبي بإخلائها، ما ينذر ببوادر معركة جديدة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية على الحدود السورية – التركية.
مدير الدفاع السوري في إدلب مصطفى الحاج يوسف قال ان الإحصائية النهائية لمجازر يوم الثلاثاء لم تنته بعد، عازياً السبب إلى افراغ مراكز الدفاع المدني من القائمين عليها، بعد استهدافها من قبل الطيران الحربي الروسي واصابة عناصر فرق الإنقاذ بجروح بعضها خطيرة.
 
تعزيزات عسكرية
 
وقالت مصادر محلية ان 6 مدنيين من عائلة واحدة، قتلوا بقصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة على قرية بداما بريف جسر الشغور غربي إدلب، كما قتل أربعة مدنيين آخرين بقصف طائرات النظام السوري الحربية على السوق الشعبي في بلدة معصران بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأصيب أكثر من 20 آخرين بينهم أطفال بجروح متفاوتة، كما قتل 4 مدنيين بقصف طائرات النظام الحربية على كل من "تلمنس، بابيلا، والكنايس ومعرشمشة".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، "32 شهيدًا وجريحًا وأكثر من 60 ضربة جوية استهدفت ريف معرة النعمان الشرقي" منذ صباح أمس الثلاثاء، وذلك وسط تحليق متواصل لطائرات النظامين السوري والروسي بالتزامن مع ضربات جوية مكثفة استهدفت أرياف المنطقة.
وقال القيادي في المعارضة السورية ناجي مصطفى ان قوات النظام السوري لم تنته من تعزيز مواقعها، "حيث قامت هذه العصابات ومعها الميليشيات الروسية والإيرانية باكثر من عملية عسكرية حاولت خلالها التقدم على محور الكبينة، ومحاور أخرى في ريف إدلب، مدعومة باسناد روسي على جبهات إدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية، وأهمها محاور المشيرفة وكتيبة المهجورة ومحور ام جلال، وبعد فشلها المتكرر استقدمت المزيد من الحشود.
 
معركة واسعة تلوح في أفق شمال غربي سوريا… و"كارثة إنسانية" في المخيمات
 
وأضاف المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير لـ "القدس العربي"، "لاحظنا التحركات المتزايدة من قوات النظام على تلك الواقع، فيما تستعد الفصائل الثورية للتصدي لها عبر تعزيز القوات الاختصاصية بصنوف الأسلحة، ومساندتها بالقوات النوعية المدربة على المواجهة خلال هذه المعارك العنيفة التي يستخدم من خلالها الاحتلال الروسي سياسة الارض المحروقة بالقصف الشديد فهي مدربة على تفادي قوات العدو والتأقلم مع ظروف المعارك القاسية".
وفي السياق قالت مصادر محلية من داخل بلدة سنجار في ريف إدلب الجنوبي، إن الميليشيات في الفرقة الخامسة والعشرين التابعة بشكل مباشر لقاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، عممت صباح الاثنين، أوامر للمدنيين المتواجدين في بلدة سنجار في ريف إدلب الشرقي بضرورة إخلاء البلدة خلال مدة لا تتجاوز الأربع وعشرين ساعة وذلك بعد استقدام تعزيزات ضخمة وانتشارها في البلدة والقرى المحيطة بها. وقالت شبكة "بلدي نيوز" المحلية إن المدنيين المتواجدين في سنجار بدأوا بالخروج من البلدة باتجاه المدن الواقعة ضمن سيطرة النظام في ريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع استقدام عشرات الحافلات والباصات التي تنقل عناصر الميليشيات.
وكان مصدر خاص من داخل مناطق سيطرة النظام قال إن الميليشيات المحلية التابعة لروسيا نقلت خلال الأيام القليلة الماضية معظم عتادها وعناصرها باتجاه قرى ناحية سنجار في ريف إدلب الشرقي، لافتاً إلى ان قوات الفرقة 25 المستحدثة مؤخراً خلال اندماج العديد من الميليشيات المحلية بقيادة العميد سهيل الحسن والمؤتمرة بالأوامر الصادرة عن قاعدة حميميم الروسية أنهت معسكرات تدريبية بالذخيرة الحية أقامتها في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي..
 
رسالة إلى مجلس الأمن
 
وأوضح المصدر، أن جميع تلك الميليشيات انتقلت من المعسكرات الأخيرة برفقة قوات النظام من الفرقة السابعة إلى قرى ناحية سنجار برفقة العديد من الأسلحة المدفعية وراجمات الصواريخ والمجنزرات والسيارات الرشاشة، مرجحًا وجود نوايا هجومية لقوات النظام على القرى والبلدات المحررة غرب ناحية سنجار بريف إدلب بالتزامن هجوم من خان شيخون والتمانعة على المناطق المحررة، حيث ترافق الانتشار الأخير مع انتشار مجموعات من قوات النخبة التابعة للحرس الجمهوري ولواء القدس على محاور عدة في مناطق "الهبيط وخان شيخون والتمانعة" في ريف إدلب الجنوبي، حسب ذات المصدر.
وحسب المصادر فإن ميليشيات إيرانية مدعومة بميليشيات محلية من "الدفاع المحلي وسرايا الوعد وكتيبة الإمام علي"، انتشرت مؤخراً في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وفي سياق آخر، ونتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية شمال غربي سوريا، أرسل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، بخصوص ضرورة تجديد القرار الدولي الخاص بالوصول الحر للمساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا عبر المعابر الحدودية بما فيها تلك التي لا يسيطر عليها نظام الأسد.
ولفت رئيس الائتلاف الوطني إلى أهمية الالتزام بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2165، والتمديد مطالباً مجلس الأمن بتجديد الإجراءات الواردة فيه معتبراً ذلك جزءاً من مهام مجلس الأمن الأساسية، وإظهاراً للالتزام المستمر لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في سوريا.
وأشار العبدة في الرسالة إلى الوضع الإنساني الذي يتدهور بشكل مستمر ومتسارع في سورية بما في ذلك حركات النزوح والدمار في ظل استمرار العمليات العسكرية بالأخص في المنطقة الشمالية الغربية التي يقيم فيها الملايين من السوريين من أهالي المنطقة والنازحين، والتي يستمر استهدافها في الآونة الأخيرة بشكل مكثف من قبل النظام.
وأوضح أن الأوضاع الإنسانية سوف تتفاقم بحلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في الوقت الذي يعيش فيه ملايين النازحين بلا مأوى، أو في مخيمات لا تحتوي على الحد الأدنى من مقومات الحياة، مشددا على أهمية المراقبة عن قرب، وأخذ الخطوات الضرورية كافة لضمان تطبيق القرارات ذات الصلة بتوفير المساعدات الإنسـانية لكـافة الأراضـي السورية.