الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصفيات ما قبل النهاية في سوريا

تصفيات ما قبل النهاية في سوريا

21.07.2013
يحيى محمود

الرأي الاردنية
الاحد 21/7/2013
من المؤكد ان الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وتنظيم القاعدة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لم تكن مجرد رد فعل على عملية الاغتيال التي قام بها افراد القاعدة لاحد قادة الجيش الحر . فالمسالة اكبر من ذلك وتتصل بمرحلة لابد منها قبل التوجه الى اي حل سياسي وعسكري  في سوريا.ومن تابع التحركات الروسية الاميركية منذ اتفاق الجانبين على رعاية الانتقال السياسي في سوريا يلحظ توافقهما التام على اولوية مواجهة قوى التطرف ، وهو الامر الذي جرى لاحقا ربط التسليح الاميركي الاوروبي للمعارضة به كشرط اساسي لهذا التسليح.
وفي ضوء ما تشهده سوريا من مواجهات متعددة المحاور يمكن فهم حالة التباطؤ الاميركي الروسي في قيادة الازمة الى الحل، سواء عبر مؤتمر جنيف العتيد او التحركات الاستخبارية من وراء خطوط القتال.ويبدو ان مرحلة التصفيات التي بدات من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المتطرفة المحسوبة على تنظيم القاعدة، ستاخذ العديد من العناوين قبل وضع الازمة على طاولة الحل النهائي الذي يبدو واضحا ان هناك توافقا اميركيا روسيا عليه بما في ذلك اقصاء الرئيس السوري عن موقعه.
وبالنظر الى ان المعركة بين قوى الاعتدال السوري ممثلة بالجيش الحر الذي يزداد عددا وتسليحا وتنظيما بتوافق دولي اقليمي، وقوى التطرف الممثلة بتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، ستاخذ مداها خلال الفترة المقبلة ،فان عناوين المواجهة مع النظام وحلفائه  لن يكون لها الحضور نفسه ولو الى حين. وهو الامر الذي يفسر فتور الموقف الاميركي الاوروبي قياسا ببعض المواقف العربية من مسالة تدخل حزب الله في الازمة السورية. ومن الملفت للانتباه هنا تصريح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حول الاسلحة الايرانية التي تتدفق على سوريا عبر الاجواء العراقية ،جيث قال زيباري بوضوح ان بلاده  ليس لديها الامكانات لمنع عبور هذه الاسلحة، فيما يستطيع مجلس الامن ذلك لو اراد عبر قرار العقوبات  الصادر بخصوص حركة السلاح من والى ايران.ومن الواضح ان الوزير كان بذلك يغمز من قناة الولايات المتحدة وحلفائها الذين ينتقدون الدور الايراني في سوريا.
ومن المؤكد في هذا السياق ان التغاضي الغربي عن تواجد حزب الله وايران على الساحة السورية لن يطول مع اقتراب استحقاق التغيير السوري. فهذا التغاضي سبق وان جرت ممارسته مع تنظيم القاعدة وقوى التطرف في بدايات المواجهات المسلحة مع قوات النظام، حيث كانت هذه القوى هي الطرف  القادر على المواجهات المسلحة مع النظام في تلك الظروف. اما الان وبعد حالة الانهاك الراهنة التي وصلها النظام والخراب المريع الذي شهدته سوريا ، فقد اصبح بالامكان عبر تجهيز وتسليح الجيش السوري الحر ، مواجهة المتطرفين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام،وهو الامر الذي سيكون لدى الاطراف  المناصرة للثورة السورية على الدرجة نفسها من اهمية عدم تمكين النظام من استعادة المناطق التي فقدها.والى ان تتضح نتائج الجولة العلنية من صراع الارادات بين الجيش الحر والمتطرفين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ،ستظل الازمة السورية تراوح في المكان الذي حدده التوافق الروسي الاميركي نقطة انطلاق للنظام الجديد في سوريا.