الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصفية "همداني" .. خبايا وخفايا العصابة!!

تصفية "همداني" .. خبايا وخفايا العصابة!!

15.10.2015
د. إبراهيم الشيخ



الشرق القطرية
الاربعاء 14/10/2015
 
لم يكن الجنرال الثاني في الحرس الثوري الإيراني حسين همداني، الذي تمت تصفيته في سوريا، ينتظر دوره لقيادة الحرس الثوري الإيراني كخليفة مرشح لقاسم سليماني فحسب!.
"همداني"، قائد العصابات المحترف، والمتخصص في حروب الشوارع، هو مؤسس رئيسي لميليشيات وقوات "الباسيج"، وكان مسؤول التنسيق بين الميليشيات والفيالق الأفغانية والباكستانية، إضافة إلى إشرافه على نشاط مرتزقة (حزب الله) في سوريا.
هو من أشرف على تأسيس ميليشيات سورية تسمى "كشاب" على طريقة "الباسيج"، تضم شبانا موالين للأسد!.
وكما تذكر وكالة "دفاع برس" الإيرانية، كان لهمداني الدور الأكبر في تشكيل 14 مركز "باسيج" سوريا في 14 محافظة سورية، بهدف تصدير أفكار الثورة الإيرانية لسوريا.
جميع المواقع الإيرانية تتحدث عن أن همداني، كان رسول خامنئي الخاص، لحماية مرقد السيدة زينب، والدفاع عن النظام السوري وإنقاذ حكمه، فهو القائد الميداني الفعلي داخل سوريا، وليس سليماني.
شرحتُ بالتفصيل من هو همداني، لنعرف حجم التفكك والتناحر الحاصل بين تلك العصابات، الذي سنقرأه في السطور التالية.
تضاربت الأخبار الرسمية الإيرانية حتى عن تفاصيل مقتله، ما يؤكد معلومات أخرى، تحدثت عن خفايا وخبايا خطيرة، لا تفضح طريقة تصفية هذا المجرم فقط، وإنما تشرح أبعادا أخرى في هذا الملف المتشابك والمعقد.
إيران أعلنت بداية أن داعش قتلته، ثم أعلنت أنه حادث سير!.
في البداية قالوا في حماة، وبعدها تحولوا إلى حلب أثناء اشتباكات مع تنظيم داعش، وهنا بدأت الفضيحة.
جميع المصادر تتحدث بأن المناطق التي تقدمت فيها داعش خلال نفس الفترة الزمنية لمقتل همداني، كانت تخضع للثوار وليس للنظام السوري.
منذ بداية شهر أكتوبر، تحدثت الكثير من المواقع الإخبارية الإيرانية وغيرها، بأن خامنئي قام بعزل همداني، والأسباب كثيرة.
وكالة "سحام نيوز" المقربة من الإصلاحيين، ذكرت في حينها أن إقالة همداني جاءت بضغوط من حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني.
أكثر من مصدر تحدث بأن (حزب الله) قد تقدم بطلبه لإقالة همداني من قيادة الحرس الثوري المقاتلة في سوريا، حيث يتهمه (نصر الله)، بأنه السبب في هزائم الحزب وخسائره البشرية الفادحة في الفوعة والزبداني!.
لكن تفاصيل أخرى تشرح وتفسر سبب الخلاف بين همداني و(نصر الله).
سبب الخلاف بأن همداني رفع تقريرا عسكريا لقيادة الحرس الثوري الإيراني في طهران، عن عمليات سرقات أسلحة نفذتها قيادة (حزب الله)، وتم تبيعها في سوريا.
كما تحدث تقريره عن ضعف ميليشيات الحزب، وثراء قادته، وتورطهم في عمليات فساد وبيع أسلحة، وهو ما أضعف تواجدهم على الأرض السورية.
ذلك التقرير يؤكد تقارير أخرى، نشرتها القنوات اللبنانية مؤخرا، تتحدث عن فساد (حزب الله) إلى درجة تورطه في تجارة المخدرات، والفيديوهات موجودة ومتوافرة!.
بعد ذلك الخلاف، تم اتهام همداني بأنه يحاول الهيمنة على الحرس الثوري، واستلاب دور سليماني.
جاءت الأوامر إلى همداني للعودة إلى طهران، لكنه رفض واستمر في سوريا، معلنا رفضه التدخل الروسي الأخير، والذي كان ينظر إليه بأنه تخريب لما قامت به إيران هناك منذ 2011.
بل تحدثت بعض المعلومات بأن همداني كان ينشر بين أتباعه بضرورة تصفية بشار الأسد، وذلك لإفشال التحرك الروسي.
هنا أرسلت إيران فرقة عسكرية، وتمت تصفيته حتى لا تخترب طبخة العصابة!.
تصفية همداني، لا تتحدث عن نفوق مجرم حرب من الطراز الأول فقط، ولكنها تشرح الخلاف بين سوريا وإيران، وبين قيادات في الحرس الثوري و(حزب الله).
تلك الخلافات وصلت إلى حد تصفية كبار جنرالاتهم، لأجل عيون مجرمين آخرين في العصابة.
برودكاست: النتيجة واحدة، هناك خسائر إيرانية فادحة في اليمن وسوريا، هناك تراجع وفشل كبيران في تصدير الثورة الطائفية الإيرانية.
انتظروا القادم، وكيف ستتخلص روسيا من حليفها الأسد ومن خلفه إيران؟!
اللهم اجعل بأسهم بينهم شديدا.