تطلعات الشعب السوري

الشرق القطرية
السبت 22 /6/2013
تستضيف قطر اليوم اجتماعاً وزارياً مهماً لـ "أصدقاء سوريا"، برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وذلك لبحث آخر التطورات في الشأن السوري، من أجل زيادة الضغوط الدولية على النظام السوري، والتوصل لحل سياسي يحقن دماء الشعب السوري. ويشارك وزراء خارجية أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية والأردن ومصر والإمارات وإيطاليا وألمانيا في هذا الاجتماع، الذي يحظى باهتمام بالغ، نظراً للتطورات المتسارعة فيما يتعلق بالأزمة السورية على الصعيدين الميداني والسياسي.
وتأتي أهمية هذا الاجتماع بعد أن كشفت قمة الثماني الأخيرة استمرار الموقف الروسي الداعم للنظام السوري بكل الأشكال، رغم الدعوات لاجتماع جنيف، فضلا عن الموقف الايراني، ودخول مليشيات حزب الله اللبناني، والمليشيات الشيعية العراقية إلى جانب قوات نظام بشار الأسد على خط المواجهات الميدانية الجارية في مختلف المناطق السورية، وإعلان واشنطن بأنها تلقت أدلة باستخدام الأسد للسلاح الكيماوي في مواجهة معارضيه.
إن الشعب السوري ينتظر من أصدقائه في اجتماعهم بالدوحة ـ اليوم ـ قرارات حاسمة، وتكون على قدر التحديات الكبيرة على الأرض، حيث تحولت الأزمة السورية إلى أخطر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، بعد لجوء مئات الآلاف إلى دول الجوار، ونزوح الملايين داخل البلاد، وسقوط عشرات الآلاف من القتلى في المعارك الدائرة منذ عامين، فضلاً عن الدمار الذي ألحق بالمدن، والبنية التحتية، ومناطق التراث.
لقد ظلت اجتماعات أصدقاء سوريا تطلق الوعود تلو الوعود طيلة الأشهر الماضية، فيما يتعلق بتقديم دعم أساسي ونوعي للمعارضة السورية، دون أن يتحقق شيء من تلك الوعود، في حين ينشط حلفاء النظام في توفير كل الدعم المطلوب له، سواء كان هذ الدعم سياسياً أم دعماً بالسلاح أو الرجال أو حتى بتقديم المشورة أو توفير الغطاء للمجازر والجرائم التي يرتكبها ضد شعبه.
إن اجتماع الأصدقاء بالدوحة، اليوم، ينبغي أن يكون نقطة تحول جوهري في اتخاذ ما يلزم من قرارات حاسمة، تحقق تطلعات الشعب السوري.. في أسرع وقت ممكن.