الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تطهير عرقي في سوريا

تطهير عرقي في سوريا

24.09.2014
رأي البيان



البيان
الثلاثاء 23-9-2014   
تثير هجمة التطهير العرقي التي يمارسها تنظيم "داعش" الإرهابي بحق عائلات محاصرة في مدينة عين العرب الاستراتيجية المطلة على الحدود التركية في شمالي سوريا، حفيظة جهات عربية ودولية، لا سيما بعد أن أدت المعارك الدائرة إلى نزوح أكثر من 130 ألف من سكان المدينة والقرى المجاورة.
والتي بقيت بمنأى نسبياً عن النزاع في سوريا، ولجأ إليها حوالى مئتي ألف نازح سوري، ما يدق ناقوس خطر جديداً في هذا البلد الذي يعاني منذ أعوام ويلات الحرب، وفي محيطه الإقليمي أيضاً.
موجة تهجير ضخمة وكارثة نزوح تهدد أيضاً مصير المئات من السكان الآخرين، بدأت بسيطرة "داعش" المفاجئة على نحو ستين قرية تابعة لعين العرب في هجوم كاسح، فرض من خلاله سيطرته وحصاره على المدينة بالكامل، وسط ازدياد المخاوف من تعرض سكان المدينة، ومعظمهم من الأكراد، إلى تطهير عرقي، لا سيما في ظل الحديث عن حملة إعدامات ميدانية في القرى التي يسيطر عليها التنظيم.
تلك المخاوف ترافقها حملة أطلقها "داعش" لأنصاره المتطرفين، تدعو إلى قتل مزيد من المدنيين، لا سيما من رعايا الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تشكّل لمحاربة المتطرفين في العراق وسوريا، ما يؤشر على نوايا التنظيم المعلنة لتوسيع آلة القتل والدمار في مختلف المناطق التي يسيطر عليها، وينذر أيضاً بسقوط أعداد مريعة من الضحايا المدنيين بين قتلى وجرحى ورهائن ونازحين.
إن هذا التمدد المخيف للتنظيم الإرهابي، والذي لم تقوّضه حتى اللحظة مختلف الجهود السياسية والعسكرية الدولية، يتطلب حراكاً أوسع وتعاوناً إقليمياً وعالمياً شاملاً، يضع حداً لمختلف تجاوزاته.
ويقضي على مختلف أذرعه الميدانية والمالية والإعلامية، بما يجعل المنطقة أكثر أمناً واستقراراً، ويقضي على مخطط جعلها مقراً لتجمع متطرفين من مختلف أنحاء العالم، ينطلقون من خلالها إلى خارج نطاق المنطقة، لتنفيذ هجمات إرهابية، كما يفعلون حالياً في عدد من الدول، وفي مقدمها سوريا والعراق.