الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تعاون أمني تركي- أميركي

تعاون أمني تركي- أميركي

12.06.2014
مراد يتكن



الحياة
11/6/2014
في خطابه الوداعي، قال السفير الاميركي في أنقرة فران ريكاردون إن ثمة تعاوناً أمنياً بين بلاده وتركيا لا يستهان به. ويبدو ان الاتراك والاميركيين باشروا مرحلة تعاون امني واستخباراتي يتناول سورية، ومشكلة "المقاتلين الاجانب" في حرب اهلية عمرها 3 سنوات. وإثر خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما، في أكاديمية وست بوينت في 28 ايار (مايو) المنصرم، وكلامه على زيادة دعم المجموعات المعارضة في سورية، أدرجت حكومة رجب طيب اردوغان في الثالث من الشهر الجاري "جبهة النصرة" على اللائحة التركية للمنظمات الإرهابية. ومنذ اعلان "النصرة" عام 2013 تمثيلها "القاعدة" في سورية، والولايات المتحدة وعدد من حكومات دول "الناتو" تطالب أنقرة بإدانتها وإدراجها على مثل هذه اللائحة.
وقررت واشنطن الإسهام في الحرب الأهلية السورية (بعضهم يرى انها ترمي الى إلحاق الضرر بروسيا إثر مغامرتها في القرم الأوكراني) ومد المعارضة بسلاح ومعلومات استخباراتية. والتزمت تركيا سياسة "سوريّة" جديدة تتماشى مع السياسة الأميركية والغربية. ويُتوقع ان يرتفع مستوى التعاون بين اميركا وتركيا- يُرجح أنه بدأ قبل الانتخابات البلدية في آذار (مارس) الماضي - إثر الإجماع على الملف السوري بعد ثلاث سنوات من الخلاف وراء أبواب مغلقة. والتعاون يرسخ "الامن القومي" التركي والاميركي إذ يجبه مشكلة المقاتلين الاجانب. ووفق تقديرات الاستخبارات، يبلغ عدد هؤلاء من حَمَلة الجوازات الأميركية والأوروبية الذين يشاركون في القتال السوري حوالى 8 آلاف. شطر راجح منهم التحق بـ "النصرة".
ويتقاطر المقاتلون الاجانب على سورية من تركيا، وبعضهم يعبر الحدود من الأردن. وتركيا لا تلزم المواطنين الأميركيين والأوروبيين حيازة تأشيرات سفر. وبعض حَمَلة الجوازات الغربية يتحدر من شمال افريقيا أو من أصول عربية، وبعضهم الآخر غربي الهيئة يتحدر من البلقان وشمال القوقاز، ومنهم مَن جذوره غربية واعتنق الإسلام اخيراً. ويقصد هؤلاء اسطنبول بذريعة السياحة ويتوجهون الى الحدود التركية- السورية، ويتدربون في سورية على القتال. ومن لا يلقى حتفه منهم يعود الى بلاده ويزعم انه عائد من رحلة سياحية. وعدد العائدين هؤلاء يبلغ مئات، والأغلب ألاّ يقتصر تعاون تركيا الأمني على الولايات المتحدة وأن يشمل دولاً اوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وهولندا وألمانيا والنروج. فهذا اوسع تعاون في مكافحة ارهاب خلال هذا العقد، ويتوقع ان تكون اسطنبول بؤرة التعاون الأمني.
* كاتب، عن "حــريــيات" التركية، 6/6/2014 إعداد منال نحاس