الرئيسة \  برق الشرق  \  تعرف على براميل الأسد المتفجرة التي ينكر إستخدامها

تعرف على براميل الأسد المتفجرة التي ينكر إستخدامها

16.02.2015
المركز الصحفي السوري



لقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الـ5، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، استمرار استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة، مما تسبب بمقتل آلاف المدنيين رغم القرار الأممي 2139 الصادر في 22 فبراير 2014 الذي ينص على، "التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية".
حيث تقوم قوات الأسد بصنع البراميل المتفجرة من المواد المتفجرة (TNT) وتستخدم فيها كمية كبيرة من المواد القابلة للتشظي  كالخردة و قطع الحديد والمسامير، ويبلغ وزن البرميل أكثر من200 كيلو غرام، وله شكل أسطوانة طولها 170 سنتيمتر تقريباً، وقطرها حوالي 50 سنتيمتر، يتم تحميل المروحية الواحدة ما يقارب الخمسة براميل متفجرة تلقيها بشكل متتالي على التجمعات السكنية ومناطق الازدحامات البشرية كالأسواق التجارية أو المدارس أو المستشفيات لتصيب أكبر عدد من المدنيين
ولقد لجأ النظام السوري لإستخدام هذا النوع من الأسلحة لعدم دقتها، ولأن هذه الأسلحة تعتبر أسهل فى إسقاطها على المناطق العمرانية بشكل عشوائي بواسطة المروحيات ولأن مساحة تدميرها كبيرة جداً.
وتشكل البراميل المتفجرة الخوف الأكبر للسوريين منذ أن بدأ النظام السوري استخدامها بكثافة على مناطق سيطرة المعارضة منذ نحو سنتين، وأسفرت عن مقتل آلاف المدنيين ودمار كبير في البيوت والمحلات التجارية بالمناطق التي ألقيت عليها، بالإضافة لحالات النزوح واللجوء التي تسببت بها.
"أبو عبيدة" من أهالي قرية معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، منذ  حوالي أسبوعين سقط أحد البراميل المتفجرة بالقرب من منزله مما أحدث أضراراً كبيرة بالمنزل ومنازل الجيران القريبة منه، يقول "أبو عبيدة" لقد سمعنا صوت المروحية يقترب بسرعة وما أن أصبحت فوقنا حتى أسرعت زوجتي وأولادي إلى المغارة لنحتمي من الشظايا التي تنهال علينا مثل المطر، لقد نفذت المروحية وبدأ صوت البرميل يهوي مثل الإعصار، لا أستطيع أن أصف حالة الرعب التي نعيشها، وخاصة الأطفال الصغار حيث وضعوا أصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا ذلك الصوت المرعب، وماهي إلا لحظات حتى وصل البرميل إلى الأرض و أحدث إنفجاراً ضخماً ودخان كثيف كأنه بركان ثائر. 
ويستغرب "أبو عبيدة" صمت المجتمع الدولي المريب، وعدم سعيه لوقف استخدام هذا السلاح المدمر والعشوائي، الذي يقتل المدنيين بالجملة بسبب قوة الانفجار الهائلة التي يحدثها.
لقد عاش السوريون في رعب بسبب البراميل المتفجرة و إن أي تحليق مروحي، أو أي أزيز طائرات، يجعل كل المواطنين يعيشون حالة من الرعب، ويتخوفون من شر قد ينبأ عائلة ما بكارثة ومأساة كبيرة.
ولقد أصبح الناس يفضلون الطقس الغائم الممطر عن الطقس المشمس، وهو الذي تنتظره البشرية بشكل عام، من أجل بدء يوم عمل جديد منتج، تمنح للأطفال هامشاً من اللعب، وللعمال والمزارعين فرصة للإنتاج، ولكن الوقت الحالي لا يمكن تشبيهه بما مضى، وإنما وقت خوف من أشعة الشمس، وحب لطقس غائم ماطر، يمنع عنهم طائرات الموت، رغم حرمانهم من الميزات التي ذكرها في الطقس المشمس.
يتمنى الناس أن تكون كل أيام السنة ماطرة وغائمة، وألا تسطع عليهم شمس، لأن ذلك الطقس يجلب لهم وحوشا كاسرة في الفضاء، تلقي عليهم رعبا يكلف المدنيين أعمارهم.
رغم كل ذلك ينفي رئيس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، لجوء قواته للقصف باستخدام البراميل المتفجرة التي أودت بحياة آلاف السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.