الرئيسة \  مشاركات  \  تعقيب على اجتهاد في التقدير

تعقيب على اجتهاد في التقدير

14.10.2013
غسّان النجار


تعقيب على مقال الأستاذ زهير سالم : السوريون والدرس المصري

جزى الله خيراً أخانا أبا الطيب ففي تقريره الكثير من العبر التي قد لا يختلف عليها إثنان ، وفيها بعض الاجتهاد وعصف الذهن المأجور أيضاً وفيها الفائدة للأمة والدعوة والدعاة ان شاء الله . أقول وبالله المستعان : 
موضوع الوعود في العمل السياسي والتحول الى (الأفضل) ليست سوى شمّاعة تكلم بها اناس هم في الأصل أعداء الدّاء للمشروع الاسلامي ، وذريعة لاتسجّل على من قام بها ونحن في شرعنا وتاريخنا لدينا فقه وتاريخ وسياسة شرعية لا تبنى على ردود أفعال ففي اليمين يتحول صاحبه الى الأفضل ( اجتهاداً ) ويكفّر عن يمينه . والرجوع عن الخطأ - سياسة واجتهادا لمصلحة الدعوة - لا يسجّل خطأً ، فقط من أجل تجنب نقد أناس لا خلاق لهم في الأصل .  
أمٌا ما ورد : "الخبرة الضرورية تستفاد من التجربة العملية في الجهد الإيجابي المشارك وليس المستقل .العمل السياسي في ظل مجتمع متحرر ودولة تعددية وتشاركية "، 
أما المشاركة فليس شرطاً في الخبرة وخاصة مع أناس يكيدون لك كيدا بل يشترطون عليك أحيانا التنازل عن بعض الثوابت (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا 74 إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا)75( الإسراء )، وقد يكون التنازل أو المشاركة غير المنضبطة سببا لانفضاض شريحة كبيرة من أنصارك ولنا في قصة التحكيم بين سيدنا علي ومعاوية نموذجاً في هذا الشأن وفي عهد مبارك كانت أحزاب علمانية يسارية تضع خطّاً أحمر على مشاركة اخوان مصر مع أحزاب المعارضة وحتى في تجربة اخوان سوريا بالمشاركة في الحكم مع أحزاب مختلفة متباينة إبّان عهد الانفصال وقد استلموا حقائب التموين والعدل - يحكم بغير شرع الله -والأشغال العامة لم تكن ناجحة حسب رؤيتي ورؤية البعض، والبعض الآخر يسجّلها عليهم وليست لهم . . بقيت كلمة وردت في المقال القيّم ارغب تعديلها -إن سمح صاحبها-ليست من باب اللغة وإنما تعارفاً وهي : " في ظل مجتمع متحرر ؟! " وأفضل أن تكون في ظل مجتمع حرٍّ ".إن كان فهمي للمقصود دقيقاً .
نقدي الرئيسي على النكسة التي منيت بها تجربة الإخوان في مصر هو عدم النظرة البعيدة للأعداء وربما أسمّيها (الدروشة) في التعاطي مع المؤامرات المكشوفة وربما في ما يعتقدون بالتصرف الأخلاقي المثالي في التعامل مع الآخرين ولكنّها تصب أخيرا ليس في الضرر على الأشخاص والدعاة فحسب بل والأهم على الدعوة برمّتها بل على مشروع الحرية للربيع العربي بأكمله ،  ونستذكر هنا تعامل محمد علي باشا حاكم مصر مع المماليك عبرة قد تحضرنا في قابل الأيام . وكذلك الفتنة الكبرى في نهاية خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه . 
ومع ذلك وقبله نؤمن أنّ القدر هو الغالب ولا نقول إلّا ما يرضي الرب جلّ وعلا : حسبنا الله ونعم الوكيل"فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " آل عمران ١٧٤.
سوريا المحررة ٨ ذي الحجة ١٤٣٤ هج. .م . غسّان النجار . ( حركة الاصلاح والبناء ).
١٣ / ١٠ / ٢٠١٣م.