الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تعقيدات المشهد السوري

تعقيدات المشهد السوري

15.07.2013
رأي الشرق

الشرق القطرية
الاثنين 15/7/2013
المشهد السوري أخذ فى التعقيد بصورة كبيرة هذه الأيام؛ وينبئ بمزيد من التدهور والاقتتال، فالنظام الحاكم فى سوريا كعادته لا يفوت أى تطور سياسى أو ميدانى يطرأ على المنطقة؛ دون ان يستثمره للمضى فى فرض حله العسكرى لأزمته الدامية؛ ففى ظل تصاعد الأزمة المصرية وتداعياتها وتركيز الآلة الاعلامية الدولية والاقليمية الاضواء على ما يجرى فى مصر؛ انتهزها حكام دمشق فرصة ثمينة لارتكاب مزيد من مجازرهم وتشديد حصارهم للاهالى وخاصة فى حمص على مدى الاسابيع الماضية. وبالأمس صعَّد جيش النظام قصفه على حي القابون بشمال شرق دمشق؛ مما تسبب فى مقتل نحو عشرين مدنيا وحصار مئات
العائلات ، بينهم الكثير من الاطفال والنساء الذين يعانون من نقص كبير في المواد الغذائية والطبية، مع انتشار قناصة النظام عند اطراف الحي وفي بعض مناطقه جعل عملية النزوح عنه صعبة جدا. ولم يسلم حتى المصلين من تلك الجرائم المخزية التى يرتكبها سفاحو النظام فى الشهر
الفضيل؛ حيث احتجز زبانيته وشبيحته نحو مائتين من المصلين في قبو قرب المسجد العمري، ولم ينقذهم سوى تدخل الثوار الذين أجبروا عناصر قوات النظام على الانسحاب.
ثمة تطور اخر بدأ يلف المشهد السورى الى حد التعقيد فى ظل هذا التصعيد الشيطانى من قبل قوات النظام؛ بعد ان اعلن قادة طالبان في باكستان امس انهم قرروا الانضمام إلى الصراع في سوريا؛ قائلين إن مئات المقاتلين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب "اخوانهم المجاهدين" هناك. وانهم يعتزمون ان يصدروا قريبا تسجيلات فيديو لما اعتبروه انتصارات لهم في سوريا. ولا شك ان هذا التطور من شأنه ان يزيد من تعقيدات المشهد السورى؛ حيث دارت اشتباكات السبت بين عناصر
الجيش الحر وجهاديين مرتبطين بتنظيم "القاعدة " يحاولون وضع يدهم على اسلحة تابعة للجيش الحر فى ادلب. وتأتي هذه الاشتباكات وسط تصاعد التوتر بين الجيش الحر والمجموعات الجهادية المؤلفة في جزء كبير منها من مقاتلين غير سوريين، وابرزها جبهة النصرة وما يسمى بـ"الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبطتين بالقاعدة. وهى تدخلات
وتداعيات ما كان لها ان تحدث، لولا عناد وغطرسة نظام الاسد الرافض
للانصياع لمطالب شعبه؛ والمنتهك لابسط حقوق الانسان حتى فى شهر القرآن.