الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تغيير ديمغرافي في سوريا.. بصمات إيران الطائفية

تغيير ديمغرافي في سوريا.. بصمات إيران الطائفية

29.07.2019
الامارتية 24


الامارتية 24
الاحد 28/7/2019
منذ بدء الحرب السورية إلى اليوم، يعمل النظام وحليفته إيران على استغلال الأزمة، لإحداث تغيير خطير في التركيبة الديمغرافية للبلاد، من أجل تحقيق مشروع إيران الجيوسياسي في المنطقة.
وتقوم إيران بعمليات التغيير الديمغرافي الممنهج في دمشق، وأماكن أخرى من سوريا، غير أن للعاصمة دمشق أهمية خاصة للمشروع الإيراني، نظراً لمكانتها الدينية، وفق ما تشير العديد من التقارير الإعلامية.
وتشكل مناطق الأغلبية السنية، هدفاً لعميات التغيير الديمغرافي من قبل النظام السوري وحليفته إيران، حيث تستغل طهران العديد من السوريين، ومعظمهم من السنة، أصبحوا فقراء للغاية، بسبب الحرب. وتعرض عليهم أسعاراً مرتفعة، مقابل ممتلكاتهم ولا يمكنهم رفضها"، وفق تقرير شره موقع "فويس أوف أمريكا".
وتمثل التغيير الديموغرافي بداريا في ريف دمشق، بنقل أكثر من 300 عائلة عراقية شيعية بعد طرد 700 مسلح إلى إدلب. أما منطقة السيدة زينب في ريف دمشق فباتت مقراً لعناصر ميليشيات حزب الله وعائلاتهم منذ عام 2012، وفق تقرير نشرته قناة العربية في 2017.
وكشف عنصر سابق في الجيش الحر، أن منطقة الجامع الأموي باتت منطقة أمنية للإيرانيين رغم أنها منطقة سنية. واشترى عناصر من حزب الله في القصير على الحدود مع لبنان الأراضي والمنازل وهم يقطنون فيها.
ويتم التغيير الديموغرافي عبر طرد الأهالي من منازلهم ومناطقهم وأراضيهم، وإحراق مكاتب السجل العقاري وأي أوراق تثبت ملكيتهم للمنازل والأراضي، وإسكان عائلات ومقاتلين شيعة في هذه المناطق.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "لارثون" الإسبانية، العام الماضي، كانت سوريا قبل اندلاع الحرب في 2011، تضم حوالي 16 مليون سني، ونحو تسعة ملايين شخص بين علويين ومسيحيين وأكراد ودروز، وغيرهم من الأقليات الأخرى.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، فإنه "في المستقبل القريب، قد تتحول هذه الطائفة السنية إلى أقلية، للمرة الأولى في بلد عربي منذ قرون". وقالت الصحيفة، إنه بعد سبع سنوات من الصراع، لم يتبق سوى ثمانية ملايين سني في سوريا، حيث اضطر النصف الآخر إلى اللجوء إلى بلدان أخرى من منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
كما تعمل إيران على وضع نفسها ضمن اللاعبين الرئيسيين في إعادة إعمار سوريا، وفق تقرير موقع "فويس أوف أمريكا " الذي نشره في مارس(آذار) من العام الحالي، إضافة إلى أنها تفعل ذلك ضمن إجراءات التغيير الديمغرافي الممنهج الذي تقوم به طهران في دمشق، وفي أماكن أخرى من سوريا.
وتخطط شركات البناء الإيرانية، لبناء آلاف الوحدات السكنية في ضواحي دمشق، بحسب تقرير "فويس أوف أمريكا"، وما ذكرته وكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية.
كما أكد مسؤول أعمال في جمعية الاستثمار في البلاد، أن إيران تخطط لبناء 200 ألف وحدة سكنية بالقرب من دمشق.
وأكد محللون ومصادر في مجال البناء في إيران للموقع الأمريكي، أن طهران تشجع أبرز متعهدي البناء على شراء العقارات في دمشق.
واستغلت طهران الحرب السورية لطرد سكان من مناطقهم لاستقدام آخرين إلى أرضهم من إيران، مما يؤكد نيتها تغيير التركيبة الديموغرافية للبلاد. وفق تقرير نشره معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، أواخر عام 2018.
ويعتمد النظام السوري، وفق معهد "ميمري، ومقره واشنطن، مجموعة من الأساليب لطرد الأهالي من بعض مناطق البلاد، مثل التهديد والحصار والتجويع والتعذيب والاستيلاء على ممتلكاتهم، مقابل منح الجنسية للإيرانيين.
وتشير المعطيات، إلى أنه تم إعطاء الجنسية السورية للملايين من الإيرانيين واللبنانيين، من بينهم عناصر في الحرس الثوري، وعناصر من ميليشيات حزب الله اللبنانية.
وخلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، ذكرت تقارير إعلامية أن النظام السوري قام بتجنيس الملايين من الإيرانيين، وعشرات من أعضاء المليشيات المدعومة من إيران، التي تقاتل إلى الجانب السوري.
وفي 17 نوفمبر(تشرين الثاني) من العام الماضي، ظهرت رسالة، بعثها رئيس المخابرات العامة السورية إلى وزير الداخلية في البلاد، تضمنت قائمة الإيرانيين الذين سيتم منحهم الجنسية السورية، في محافظات دمشق وريف دمشق وحلب ودير الزور.
وذكر "ميمري" أن الهدف من تجنيس عناصر حزب الله، المنتشرين في جنوب سوريا، على طول الحدود مع إسرائيل، هو إخفاء وجود هذه المليشيات في المنطقة.
وبحسب مواقع للمعارضة، فإن النظام يمنح كذلك الجواز السوري لعناصر المليشيات الأفغانية والباكستانية الذين يقاتلون في سوريا، من أجل جعل تواجدهم في البلاد قانونياً.
وتحدث عمليات التغيير الديموغرافي، بشكل رئيس غربي سوريا، بين حمص ودمشق، حيث فرت الغالبية العظمى من السكان السنة. كما حدث أيضاً في المنطقة العلوية في اللاذقية، وطرطوس، وجبل الأكراد شمال غرب سوريا، حيث تم طرد السنة، تحت ذريعة "تطهير المنطقة من الخطر الإرهابي"، وفق تقارير إعلامية.
وتم في مرحلة أولى، تنفيذ عمليات القصف الجوي، وفرض الحصار والمجاعة على السكان، ومن ثم تنفيذ ما يسمى بعمليات "التطهير الإرهابي". وفي مرحلة ثانية، تم تحديد زمن وقف إطلاق النار، وطرد السكان المحليين الذي ظلوا على قيد الحياة من المنطقة.
واستعادت قوات نظام الأسد، بدعم من القوات والميليشيات الإيرانية الحليفة وروسيا، السيطرة الكاملة على شرق دمشق في 2018 بعد قرابة خمس سنوات من القتال مع فصائل المعارضة.
ويرى المسؤولون الإيرانيون، أن المزيد من الاستثمارات في دول مثل سوريا ستساعد في تخفيف بعض الضغوط المالية على إيران بسبب العقوبات الدولية المفروضة على الحكومة.
وكان صندوق النقد الدولي أكد في وقت سابق، أن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا تبلغ حوالي 400 مليار دولار، و65% من هذا المبلغ سيذهب إلى قطاع الإسكان.