الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تقتل القتيل وتبكي في جنازته

تقتل القتيل وتبكي في جنازته

08.09.2015
سعيد السريحي



عكاظ
الاثنين 7/9/2015
لا تجد روسيا ضيرا في أن تحمل أوروبا وأمريكا مسؤولية المأساة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، ولا يتردد الرئيس الروسي بوتين عن التأكيد أنه قد حذر من هذه النتيجة مبكرا ولم يستمع إليه أحد، وتتناسى روسيا ورئيسها أنه لولا المواقف الروسية الداعمة للرئيس السوري ما استطاع أن يصمد في وجه إرادة الشعب الذي لم يعد قادرا على تحمل ما يتعرض له من استعباد فخرج مطالبا بإسقاطه، تناست روسيا مواقفها في مجلس الأمن وإفشالها لكل القرارات التي كان يمكن لها أن تسمح بتدخل دولي ينقذ الشعب السوري من براثن التوحش الذي بلغه تعامل قيادة بلده معه، كما تناست أنها هي الدولة التي لا تزال تمد النظام في سوريا بالسلاح والخبراء كي يستمر في قتل الشعب السوري ويضطره إلى الهجرة بحثا عن النجاة من القتل والتدمير.
روسيا تناست ذلك كله واستغلت ما يتعرض له المهاجرون السوريون من معاناة استثارت الرأي العالمي كي تتاجر بها وتظهر بمظهر الدولة التي تتسم سياستها بالإنسانية والحرص على أمن الشعوب.
روسيا وإيران يقفان وراء مأساة الشعب السوري وليس ذلك حبا في بشار أو إيمانا بسياسته وإنما تحرص عليه روسيا نكاية في أمريكا من ناحية وبحثا لنفسها عن حليف في المنطقة بعد أن تخلى عنها حلفاؤها بينما تحرص على إيران باعتبارها المنفذ لسياستها والمحقق لطموحها في فرض نفوذها في المنطقة.
السياسة حين تتخلى عن الأخلاق وتتخلى الأخلاق عنها بإمكانها أن تقتل القتيل ثم تمشي في جنازته وذلك ما فعلته روسيا حين تتباكى على اللاجئين السوريين.