الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تقديس كرسي بشار !

تقديس كرسي بشار !

10.06.2013
خلف الحربي

عكاظ
الاثنين 10/6/2013
نجحت إيران عبر أتباعها في حزب الله اللبناني وبعض المليشيات الشيعية العراقية في توريط الطائفة الشيعية في العالم العربي في حرب عبثية سيكونون هم الخاسر الأكبر فيها من أجل ضمان بقاء طاغية دمشق بشار الأسد في الحكم، ففي اللحظة التي تزعزع فيها حكم الطاغية بعد ثورة باسلة استدعت إيران حسن نصر الله وأبلغته بأن بقاء بشار في الحكم مسألة حياة أو موت وحرصت على نشر صورة خامئني مع حسن نصر الله في رسالة مفادها أن المسألة لم تعد تحتمل الإخفاء.
اليوم يستطيع الكثيرون الادعاء بأن هذه المليشيات الشيعية لم تذهب إلى سوريا لولا وجود جماعات سنية إرهابية، ولكن هذا الادعاء لن يمحو حقيقة أن الثورة السورية بقيت سلمية لأكثر من عام كامل حتى نجح بشار ومن ورائه إيران في إكسابها بعدا طائفيا؛ لأن أي شعار في العالم لا يمكن أن يبرر المجازر التي يقوم بها بشار ضد شعبه، وحتى لو افترضنا جدلا أنه لا يوجد ثورة شعبية في سوريا، وحاولنا إيهام أنفسنا بأن كل ما حدث في سوريا هو مجرد هجمات إرهابية يقوم بها تنظيم القاعدة، فإن السؤال الذي لا يمكن تجاوزه في هذه الحالة هو: هل أصبحت مكافحة تنظيم القاعدة عبر القارات مهمة خاصة بالتنظيمات الشيعية بعد أن كانت منوطة بالأجهزة الاستخباراتية الأمريكية؟.
أي خداع هذا الذي يجعل من مسألة الدفاع المستميت عن طاغية ومجرم حرب قضية دينية، كيف أدرك السنة أن القذافي ــ مثلا ــ طاغية يقتل شعبه، بينما لم يستطع بعض الشيعة إدراك حقيقة واضحة وضوح الشمس، وهي أن بشار طاغية أكثر إجراما من القذافي؟، كيف تناست المليشيات الشيعية في العراق ومن ورائها حكومة المالكي أن المخابرات السورية هي التي كانت ترسل (المقاتلين التكفيريين) إلى العراق كي يفجروا المزارات الشيعية، وأن عددا لا بأس به من زعماء تنظيم القاعدة يقيمون في طهران؟.
اليوم، نحن أمام مشهد عجيب، فمن أجل بقاء بشار الأسد في الحكم يدخل العالم العربي اليوم في أتون حرب طائفية مدمرة سوف تبقى آثارها عشرات السنين، فبالنسبة للكثيرين أصبحت مسألة قتل مئات الآلاف من الأبرياء أفضل وأسهل من أن يركب بشار طائرة روسية تقله إلى طهران، ويتمكن الشعب السوري الشقيق من تقرير مصيره بنفسه، واليوم لم يعد لدى بشار الأسد ما يكفي من الجنود والشبيحة كي يقمع شعبه بعد أن وقفت أغلب مكونات الشعب السوري ضد بقائه، فابتكرت إيران الحل السحري الذي لا يخطر على بال أحد، وهو أن تخوض المليشيات الشيعية حربا مقدسة ضد الشعب الثائر، فيبقى الطاغية في كرسي الحكم، وتشتعل نار الطائفية في كل البيوت التي كان أهلها يتقاسمون خبز التسامح وماء التعايش منذ مئات السنين، حتى جاءت إيران إلى المنطقة فزرعت الفتنة وأصبح الجار ينظر بعين العداء والشك إلى جاره.
الكاسب الأكبر من هذه الحرب هو إسرائيل وإيران التي وجدت في أشلاء القتلى ورقة تفاوض فيها إسرائيل والغرب، أما حزب الله فقد أثبتت الأيام أن (مقاوميه) ليسوا إلا موظفين صغارا عند ملالي طهران، أما قواعده التي توزع الحلوى فرحا بقتل إخوانهم المسلمين في سوريا، فقد ثبت أنها قواعد يسهل إقناعها بأن كل خطوة تخطوها إيران هي بالضرورة خطوة مقدسة. سيحاول الكثيرون إنتاج الكذب وإعادة تكرار الكذب كي لا يواجهوا الحقيقة المرة، وهي أنهم ارتكبوا كل هذه الجرائم المخزية دفاعا عن مجرم بعثي لم يؤمن يوما بأي عقيدة دينية؛ بل إن شبيحته كانوا يجبرون السوريين على ترديد عبارات تنصبه إلها والعياذ بالله، لن يرحم التاريخ أولئك الذين شاركوا في إبادة شعب حر كان أفراده يسيرون في الشوارع وهم يرددون: (سلمية سلمية)، فوجدوا أنفسهم في مواجهة رصاص حزب الله ومليشيات أبو الفضل العباس!.