الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تقليدية التعامل مع المناسبات وقسوة ما هو قائم

تقليدية التعامل مع المناسبات وقسوة ما هو قائم

06.08.2013
تركي عبدالله السديري

الرياض
الثلاثاء 6/8/2013
    قبل أيام قليلة نشرت بعض وكالات الأنباء أن الأمين العام للجامعة العربية والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي طلبا من جميع الأطراف المتحاربة في سوريا وقف إطلاق النار وأعمال العنف بأشكالها كافة خلال فترة العيد المبارك حتى يتمكن الشعب السوري من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية وأداء شعائرها في أمن وسلام»..
يا سلام.. كلام جميل.. ولك - قبل وصول العيد - أن تتصور كيف سيكون التجاوب، وكيف ستكون مشاهد طريفة حين تجد فئة قُتل أقارب لها تحتفي بآخرين لهم ممارسات القتل، لأن الجميع يحارب بوسائل القتل..
الحقيقة أنهما مجتهدان فيما قالا.. وهو أسلوب يُتّخذ دائماً في مثل هذه المناسبة.. إن الصعوبة ليست في كيفية أداء هذا الاقتراح.. ولا الشجاعة اللفظية في أدائه.. إن الصعوبة في خلو كل مَنْ يقاتلون بعضهم من وجود المشاعر الإنسانية وروادع الدين، وبالذات الجانب الحكومي الذي لا توجد آية قرآنية أو نموذج إسلامي راشدي - أي في عصر الخلفاء الراشدين - يبيح له أن يفرض ذاته على أي مجتمع تتسنى له فيه فرصة الحكم..
العالم كله تقدم إلى الأمام.. ليس الأوروبي، وإنما مَنْ كان يستوطن بلادهم تواجد الفقر ومفاهيم الجهل، ومع ذلك هم في آسيا بالذات شرقاً وفي أفريقيا جنوباً يتواجدون الآن وهم أفضل بكثير من مفاهيم الجهل العربي السائدة.. من مبررات التسلط الذاتي على حكم مجتمع متعدد النوعيات..
الأمر لن يتم الوصول إلى حل حازم ومنطقي ينهي قسوته ويخرج سوريا من مآسي القتل الجماعي إلا أن يكون هناك إجماع عربي.. نعم إجماع عربي.. لن يكون مكسب تجمعه على قرار عربي عام عائد على الوضع المحلي فقط، ولكنه أيضاً خطوة ردع لدول غير عربية فضلت أن تقف بجانب الحكم السوري حتى تحصل على مدخل أفضل لأوضاع العالم العربي، وحتى أيضاً لو لم يتم لها نجاح استمرارية الحكم القائم فعلى الأقل يعطي واقع عدم وجود وحدة العالم الشاملة فرصة له كي يجد مداخل مصالح مع آخرين غير فئة حكم سوريا..