الرئيسة \  مشاركات  \  تكامل الدورين الامريكي والروسي في المؤامرة على الشعب السوري

تكامل الدورين الامريكي والروسي في المؤامرة على الشعب السوري

22.02.2016
المهندس هشام نجار


أعزائى القراء..
لم يعد مجديا بعد اليوم إجراء دراسة تحليلية منفصلة واحدة تخص الموقف الروسي واُخرى تخص الموقف الأمريكي  فيما يتعلق بالقضية السورية والمؤامرة على الشعب السوري، فمثل هذا الفصل سيكون عبثيّا ومضيعة  للوقت.
فالدورين متكاملين وكل دوله تقوم بدورها بحسب الإتفاق الذي تم دراسته مخابراتيا  بين الدولتين وإعتماده على أعلى المستويات منذ فترة لاتقل عن عامين وخاصة بعد انكشاف مؤامرة  التحالف الأمريكي الخادعة والداعية لمحاربة داعش.
وبحسب انترناشيونال بوليتيك،
فإن مراحل تنفيذ المؤامرة سارت كما هو مخطط لها لغاية تشكيل التحالف الأمريكي  الخاص بمحاربة داعش حيث اقنع الأمريكان  دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية  بضرورة تسليط الضوء على داعش ومحاربتها كأولوية .
 ولإعطاء مصداقية لرواية التحالف الامريكي فقد تم إصدار تعليمات لداعش بالقيام ببعض العمليات الإستفزازية في السعودية إضافة لتغليف عملياتها بأقسى أساليب الهمجية فقامت داعش بسلسلة إعدامات ومذابح لاتخلو من الفظاعة بغية لفت الأنظار اليها وتشجيع دول الخليج باللحاق بالركب الأمريكي.
إلانأن الإسلوب الأمريكي المبالغ فيه سواءا من ناحية كلفة  تغطية عمليات التحالف والتي بلغت حوالي ١٠٠مليار دولار سيتم سرقتها من دول الخليج وللفترة الزمنية المحددة ب  ١٥سنه  للانتهاء من داعش كشف مخطط أمريكا بالإبقاء على الأسد مع إعطاء دور لإيران للتحكم في المشرق العربي  وظهر غدرها الفاضح بدول الخليج وبالشعب السوري.
عند هذه المرحلة تغيرت سياسة المملكة العربية السعودية  من التحالف الأمريكي.
فسيطر الخلاف الصامت  حول سوريا بين السعودية وأمريكا، فردت أمريكا وعلى الفور  بسحب البساط من تحت السعودية لإضعاف تأثيرها على مخططها المرسوم بعدنأن كانت قد أودعت هذا الدور شكليا بيد الملك الراحل عبد الله لعلمها من ان الملك عبد الله  يمكن تسييره وفق رغبتها.
بدأت  العلاقة الخليجية الأمريكية تأخذ منحاً  جديدا فبدأت السعودية تسلك طريقا  مختلفا عن السياسة الامريكية والذي عزز  هذه السياسة المستقلة وصول الملك سلمان لقيادة السعودية وأكثر من ذلك فقد أدار إنقلابا صامتا عزل بمقتضاه رجال أمريكا المسيطرين على السياسة الخارجية ونجح الملك سلمان بفترة قياسية بتثبيت أركان المملكة مما أضعف الدور الامريكي في السيطرة على سياستها.
اليوم نحن  وجها لوجه مع
مرحلة تكامل الجهد المكشوف بين الروس والأمريكان 
فالروس من ناحية يعملون مع جميع المليشيات الكردية والشيعية وبقايا جيش النظام  لتحقيق مشروع التجزئة مستخدمين اقصى ما تملكه ترسانتهم من أسلحة مصممه أصلا لحروب عالمية، بينما الدور الأمريكي التكميلي  يتلخص بممارسة الضغوط على ما يسمي بحلفاء أمريكا في المنطقة لتفريغيأي عمل معاكس من قبلهم يقوض  جهد الروس  والمليشيات  الطائفية كردية كانت ام شيعية.
الأمريكان يضغطون على كل دوله على حدة في التحالف السعودي  حتى ان وزير خارجية مصر أعلنها صراحة انهم غير مستعدين للدخول في  سوريا لمحاربة داعش،
والباكستانيون مازال صوتهم  منخفضا خشية تحريك جبهة الهند ضدهم  في اي وقت.
أما الموقف التركي وهو من المفروض أن يكون الأقوى عسكريا وجغرافيا فيتعرض لضغوط  هائلة  حتى أن رد  واشنطن على  سوءال  مباشر من الرئيس  أردوغان  : من تفضلون  نحنمأم مليشيات حزب الإتحاد الديموقراطي  ؟  هذا الرد كان باهتا ويتضمن اللامبالاة مما يعني بالعامية : اعلى مافي خيلكم إركبوه.
إذن التوافق الأمريكي الروسي صار محسوما.
بقي السؤال الهام:
هل الإستعدادات السعودية والتركية ستبقى حبرا على ورق  ؟ وماذا بوسعهانأن تفعل ضمن التحام الموقفين الأمريكي والروسي.
أعتقدنأن العمل على تجهيز المعارضة  المسلحة بالسلاح النوعي  هي الإستراتيجية الوحيدة الباقية بأيديهم، السلاح يجب أن يصل لجميع القوى العسكرية  الوطنية مهما كانت تسمياتها  فالتلاعب على التصنيفات هو إختراع روسي أمريكي لشرذمة المقاومة.
السعودية يجب ان يكون لها نظرة اشمل وأعمق ، فكمانأن لها رأي سلبي  في بعض كتائب الثوار فكذلك  معظم الشعب السوري يملك نظرة مقاربة  للنظرة السعودية ، ولكن اليوم يجب أن يكون لنا وقفة  ونظرة ثاقبة وتفكير عميق بعيد عن السطحية. فالتعامل مع جميع الثوار هو المطلوب والمجدي بل اكثر من ذلك نطالب  بفتح باب التطوع للاخوة العرب وفق معايير دقيقة ، 
فلم يعد ينفعنا اليوم كثرة التنظيرات  بعدنأن حسم  جميع الأعداء أمرهم .
ـــــــــــ
المنسق العام للهيئة السورية للإعمار