الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تكلفة الحرب

تكلفة الحرب

01.10.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الثلاثاء 30-9-2014
تحتاج الولايات المتحدة الى تقدير صحيح لما يجري في سوريا والعراق، لتجنب أخطاء الماضي، فالتقليل من نشاط الدولة الاسلامية والمبالغة في تقدير قوة الجيش العراقي في التصدي للجماعات المتشددة، بمثابة تخبط وغياب الرؤية الصحيحة تجاه الحرب التي سيكون لها تأثير كبير على استقرار المنطقة.
ليس كافيا ان تحشد الولايات المتحددة تحالفا دوليا لشن حرب، واغفال جوانب استراتيجية منها ان تكلفة الحرب، ومما لا شك فيه ان دول المنطقة ستتحمل ذلك، والتقديرات تشير الى ان التكلفة قد تفوق ما انفق في حرب تحرير الكويت، ومن الضرورة بمكان ان يكون الهدف العسكري واضحا، وان تتم مراعاة قواعد الحرب والقانون الانساني في ظل وقوع ضحايا مدنيين.
الازمة السورية معقدة، والكارثة الانسانية تتفاقم، والنظام السوري لا يتورع عن استخدام الاسلحة الكيمائية، فالضربات التي يوجهها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد "داعش" لا ينبغي ان يستفيد منها النظام السوري على الارض، فالتصدي لجرائمه و حماية المدنيين ينبغي ان يكونا الهدف الاستراتيجي، فالدولة الاسلامية صنيعة الاسد لنشر الفوضى ، وإطالة امد الازمة ببقائه في السلطة ، فهو جزء من المشكلة وليس الحل وإن رحب بالضربات .
الحرب سيطول امدها، إذ لا يمكن هزيمة الافكار بالتحالفات العسكرية، فأسباب التشدد متعددة، فاستمرار حكم الاستبداد في سوريا وغياب الحرية والديمقراطية والتنمية من اسباب ظهور مثل هذه الجماعات. فمواجهة التطرف بمعالجة اسبابه.
لا ينبغي ان يغيب عن الولايات المتحدة، ان عليها واجبا تجاه دعم المعارضة، وهذه اولوية تستوجب الوفاء بالالتزامات والوعود، وتمكينها من الدفاع عن الشعب السوري في مواجهة نظام الاستبداد الذي صنع الارهاب وصرف الانظار عن المشكلة الحقيقية، واصبح حاضنة للارهاب.فاي تدخل في سوريا لا يكون هدفه انهاء حكم الاستبداد، لن يكون لصالح السوريين لينعموا بالحرية، واذا لم يتحقق هذا الهدف فإن الخسارة كبيرة. فهل يغيب ذلك عن استراتيجية التحالف؟