الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تكلفة حملة روسيا العسكرية في سورية

تكلفة حملة روسيا العسكرية في سورية

16.12.2015
جون بارنيت



الوطن السعودية
الثلاثاء 15/12/2015
في الأشهر الأخيرة، تقوم روسيا باختبار مهاراتها في العمليات العسكرية، الأمر الذي يقتضي تنفيذ نشاطات عسكرية بعيدا عن القواعد الثابتة، وتفصيل قوة ترتكز على أهداف محددة.
فمنذ غزو أفغانستان، لم تختبر موسكو قدرتها القتالية بهذه الطريقة -أي بعد عام ١٩٨٩- إلا تدخلها هذه السنة في سورية، وكانت جميع انخراطاتها العسكرية ضد أعداء على طول الحدود الروسية أو داخلها أو في الاتحاد السوفيتي سابقا.
ووفقا لأرقام ذُكرت بكثرة، نشرتها مجموعة "آي آيتش أس جاينز" في أكتوبر، أن الجهد الحربي بكامله -بما في ذلك النشاطات البحرية والبرية والجوية- ستكلف روسيا حوالى مليار دولار في السنة، هذا باستثناء خسائر الطائرات المحتملة.
ويُقدر البعض عددا مضاعفا يبلغ حاليا ثلاث مرات ذلك الرقم، كما أن موسكو نشرت أصولا إضافية للدفاع ضد الصواريخ منذ تقرير "جاينز"، بما في ذلك أنظمة "S-400" التي تستلزم مزيدا من المركبات والأفراد.
وبالمقارنة مع ميزانية الكرملين الدفاعية الإجمالية لعام 2015، والتي قدرتها صحيفة "موسكو تايمز" بنحو 50 مليار دولار "3.1 تريليونات روبل"، لا تبدو كلفة المغامرة السورية هائلة، إلا أن هذه الميزانية هي بالفعل تحت ضغط كبير. فقد حُددت في الأساس بـ3.3 تريليونات روبل حتى أزمة الركود وانهيار الروبل.
وجاء هذا الاقتطاع في وقت كانت موسكو تتوقع زيادة في الرواتب، وجهود تحديث أكبر لتحقيق أهدافها لإعادة التسلح لعام 2020، إلى جانب تمارين تدريب أكثر "مباغتة" لتوجيه رسالة رادعة، ولا تبدو الميزانية الدفاعية لعام 2016 أكثر من ذلك.
وإضافة إلى الكلفة المالية، تخسر موسكو فرصة استخدام هذه التجهيزات والأفراد في مكان آخر. فعلى سبيل المثال، أشار وزير الدفاع الروسي أن بعض عشرات القوات الخاصة التي تدعم العمليات الأوكرانية، أُعيد نشرها في شهر أكتوبر لتقديم الاستشارة للقوات السورية البرية، وللمساعدة على تنسيق الضربات الجوية، ومن المرجح أن تستمر هذه العمليات المتعلقة بإعادة التخصصات.
وفي حين يبدو أن إظهار القوة العسكرية ثبت أنه إستراتيجية فاعلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المدى القصير، إلا أن هذا العرض يأتي بثمن أعلى مما يدركه كثير من المراقبين.
وتدرك روسيا جيدا أن تمديد العمليات سيكبدها تكاليف أكبر. كما أن المتطلبات اللوجستية لقوة عسكرية في الخارج ربما تجبر موسكو على زيادة وقع وجودها في سورية، مما يزيد من خطر تكبد خسائر روسية.
ومثل هذه الأعباء ربما تكون فاعلة، بينما تعمل واشنطن وأطراف أخرى على دفع بوتين نحو مزيد من التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية