الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفكيك الكيمياوي أم تفكيك النظام؟

تفكيك الكيمياوي أم تفكيك النظام؟

14.10.2013
داود البصري


الشرق القطرية
الاحد 13/10/2013
ليس سرا أن الصلف والتعنت الذي يظهره الروس لم يكن ليظهر على العيان بكل هذه الحدة الإرهابية لولا تردد وعجز موقف إدارة أوباما وفشلها الذريع في التعامل مع ملف إدارة الأزمة السورية منذ أكثر من عامين و نصف دفع خلالها الشعب السوري الحر آلافا مؤلفة من طوابير الشهداء وملايين من المشردين ودمار هائل وشبه شامل أحاق بالوطن السوري وفي ظل تفرج العالم الحر المأساوي على مآسي السوريين المتوالدة فصولا رهيبة، والرئيس الروسي في موقفه المخزي من الكارثة الإنسانية في سوريا لا ينفصل بذلك عن تاريخه الشخصي ومزاجه السلطوي ، فهو صاحب المجازر الشهيرة في الشيشان ، وهو من بقايا وفلول مدرسة الكي جي بي العريقة في الإرهاب، وهو فوق ذلك حليف شرس لكل القوى الرجعية و الظلامية في المنطقة وهم ذاتهم حلفاء و أنصار النظام الإرهابي السوري ، والخطة الروسية المخاتلة بتفكيك الترسانة الحربية لسلاح النظام السوري الكيمياوي والتي أجهضت ضربة اوباما المترددة أصلا وغير الجادة ماهي إلا حقنة تخدير موضعية قد تطيل قليلا من عمر النظام ولكنها في نهاية المطاف لن تلغي أبدا عملية استئصاله وهي العملية الجراحية الكبرى الملقاة على عواتق السوريين الأحرار غير الخاضعين لأية أجندات أو حسابات او لمقاربات في ملف إدارة الأزمات، فتفكيك آلة النظام الإرهابي العدوانية يظل في حقيقته بمثابة الخطوة المركزية الميدانية الأولى في تفكيك النظام بأسره ؟ فماذا سيبقى للنظام من مصادر قوة تهديدية إن تم خلع أسنانه بالكامل و تقليم أظافره والقضاء على ترسانته العدوانية، والأهم من هذا وذاك تجريده وتشليحه من خطاب ( المقاومة و الممانعة و الصمود و التصدي و التوازن الإستراتيجي)!! وهي الأكاذيب السمجة و الرخيصة التي عاش على ظلالها النظام ردحا طويلا من الزمان السوري المستباح! ، تفكيك النظام بأجهزته الاستخبارية وبشبيحته و عناصر حلفائه من الطائفيين في الشرق القديم هو مهمة الشعب السوري ، فجزى الله الشدائد كل خير، فتخلي المجتمع الدولي عن نصرة السوريين لن يؤدي لهزيمة الشعب السوري ولانتصار النظام أبدا! ، بل إن التحدي سيولد إستجابة تاريخية تضع السوريين الأحرار أمام مسؤولياتهم التاريخية و تعفيهم من نتائج الالتزام بأية ضمانات دولية مفترضة بعد تحقيق الإنتصار الشامل والنهائي على فلول النظام و بقايا عصابات مؤسسته الأمنية والعسكرية المنهارة، فلا فضل لأحد على الشعب السوري الحر والذي بصموده الأسطوري قد كتب سفرا تاريخيا و ملحميا في الجهاد لشعوب العالم، وقدم أمثولة بطولية لن يكررها التاريخ لشعب من الشعوب ، فبطولة أحرار الشام قد تجاوزت كل المقاييس العادية والمعروفة ودخلت في خانة المعجزات، ولا مكان للخيبة والإحباط في نفوس الأحرار ، بل تجدد العزم ، وتقوية الإيمان بحتمية الإنتصار وبمعاقبة القتلة و بترحيلهم لمزبلة التاريخ مع كل الأطراف التي حمتهم وتحاول أن تحميهم، الحقائق الميدانية تقول بأن النظام السوري وحلفائه معه يعيشون حالة تفكك معلنة ستؤدي لانهيار مفاجئ للسلطة في دمشق ، وكل المقويات الفاشية والصفوية والإرهابية لن تنفع أبدا ولن تنجح في إعادة تعويم و تسويق وإدماج النظام، فذلك أمر خارج النصور وبعيدا عن كل الحسابات السليمة، سيسقط مماليك الشام شر سقوط ، ولن ينتصر سيف الفاشية والإرهاب على دماء الأحرار والمجاهدين والمضحين الذين لا تعرف عزائمهم الكلل والملل و لا يعرفون للإحباط والكآبة طريقا ، طريق الحرية في الشام بات واضحا اليوم أكثر من أي وقت مضى رغم ضبابية الموقف واختلاط أوراقه ، ولكن حقيقة الانهيار الفاشي هو أكبر من كل عناصر التشويش ، سيتفكك النظام المتفكك أصلا ، وسينتصر الشعب السوري ، وسلام من صبا بردى أرق ودمع لايكفكف يا دمشق.. ولكنها دموع انتصار الإرادة الشعبية الحرة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون... ولن يفلت القتلة... تلك سنة التاريخ، ولن تجدوا لسنته تبديلا...