الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تمنعات نظام الأسد.. والحقيقة السيادية في سوريا

تمنعات نظام الأسد.. والحقيقة السيادية في سوريا

14.01.2014
اليوم السعودية


الاثنين 13/1/2014
يستمر نظام الأسد في تخبطاته السياسية وأساليبه التي أوصلت سوريا إلى أبواب الجحيم. وواضح أن نظام الأسد ينازع ويعيش أيامه الأخيرة وليس له أي أمل في الحياة ما تنقذه صفقة إيرانية أمريكية جديدة تزيد من بقائه قليلاً، وعلى الرغم من ذلك فإن نظام الاسد يكابر ويدلي بتصريحات خرقاء وبلغة متمنعة حينما يتطرق إلى موضوع جنيف، ويتحدث بلهجة وكأن له حرية الامتناع عن الحضور أو التصرف بمؤتمر جنيف، بينما بات العالم يعرف أن أمر جنيف بيد موسكو وليس على نظام الأسد إلا أن يطيع، والامر في دمشق بيد طهران وما النظام وميلشياته ومحازيبه إلا وكلاء وجنود لما ترغب به طهران وتتمناه في سوريا.
ويدلي مسئولون في نظام الأسد بقولهم إنه يتعين على أن تكون المحادثات في جنيف سورية سورية، ولا يحق لأي آخرين التدخل. وهذا بالضبط ما يتمناه كل السوريين الوطنيين الشرفاء وما يتمناه كل العرب، ويودون لو أن النظام يطبق هذا المبدأ ويرفض أن يكون ترساً في الآلة الإيرانية وميلشياتها التي باتت هي المتصرف الفعلي في سوريا، وتوجه الموت إلى كل مدينة وقرية وتشعل الحرائق في أنحاء سوريا.
وقد بحت أصوات الثوار السوريين وهم يطالبون أن ترفع إيران وروسيا أيديهما عن سوريا وتحجما عن التدخل في الشئون السورية ومد النظام بالأسلحة والذخيرة والميلشيات وفنون الموت المتنوعة، وجعل القضية سورية سورية.
ولو لم تتدخل طهران لمساندة نظام الأسد المتهالك ولم تحضر ميلشياتها من لبنان والعراق، ولو لم تتدخل موسكو وتمنع مجلس الأمن من مد الثورة السورية بالأسلحة والمساعدات، لحسمت القضية لصالح الثورة مبكراً.
نظام الأسد يعلم أن جعل القضية سورية سورية هو الخطوة الأولى لسقوط النظام وانهاء المأساة السورية، ولكنه يكابر ويراوغ ويحاول تجميل موقفه أمام مؤيديه وميلشياته، بتصوير نفسه رقماً صعباً في معادلة التسوية، مع أن النظام لا يملك حتى الإدلاء بمثل هذه التصريحات دون أن يأخذ الإذن من طهران وموسكو. ولا يملك حتى تعيين وزرائه والمفاوضين الذين لا يستطيعون حتى السفر إلى جنيف بلا موافقة إيرانية. بمعنى أن ممثلي الثورة السورية حينما يذهبون إلى جنيف فإنهم في الحقيقة لا يفاوضون وزراء في النظام، وإنما يعلمون أنهم سيفاوضون ممثلين إيرانيين بأسماء سورية، لا يهمهم سوى تعزيز موقف الاحتلال الإيراني في سوريا لا أكثر، ولا يهمهم لا أمر سوريا ولا أمر المذابح ولا المحارق ولا البلاد الخضراء التي يجري تدميرها من الحد إلى البحر بمدافع إيران وطائرات موسكو وبنادق شبيحة النظام وميلشيات طهران.