الرئيسة \  مشاركات  \  تموضع الائتلاف وملحقاته ولعنة جغرافيا ثورة الشعب السوري : وانتصارات حوران نموذجا

تموضع الائتلاف وملحقاته ولعنة جغرافيا ثورة الشعب السوري : وانتصارات حوران نموذجا

10.11.2014
د. محمد مرعي مرعي



أثبتت الحقائق توسع الانتشار الجغرافي لثورة الشعب السوري على مساحات المحافظات السورية خلال عامي 2011 – 2012 ، إلى أن تم ابتداع ما يسمى الائتلاف وملحقاته وتوضّعه جغرافيا في شمال سوريا بالقرب من الحدود المحاذية للمحافظات الشمالية والشرقية وذات الحدود الأطول مع دول الجوار وبمسافة لا تزيد بعدا عن 40 كم من الأراضي السورية .
مع بدء انطلاق نشاطات وأفعال وسلوكيات ذلك الائتلاف وملحقاته وشروعهم من البداية باستخدام المال القذر لشراء ولاءات قادة الثوار والألوية العسكرية الحرة ومسؤولي القطاعات الخدمية والمدنية بدأت تتوالى الخسائر العسكرية للثوار والجيش الحر وتتساقط المناطق الجغرافية المحررة سابقا تباعا في محافظات ادلب وحلب والرقة ودير الزور والحسكة ثم حماه وحمص وريف دمشق .
ويعزو كافة المحللين الشرفاء أسباب ذلك السقوط وإعادة الاحتلال إلى الأفعال والممارسات والسلوكيات الوسخة لأعضاء الائتلاف وملحقاته ، لأن كافة ما قاموا به كان يستهدف فقط تعزيز زعاماتهم الوهمية المفروضة من الدول الحامية لهم ، وتحقّق لهم ذلك باستخدام المال المخصص لمساعدة الشعب السوري المهجر والمنكوب وتوزيعه على أتباع وأزلام ومرتزقة لهم بدلا من دعم الثوار وتقوية وجودهم والجيش الحر في الارض وتثبيت ذلك الوجود للتوجه نحو التوسع في تحرير المزيد من الأراضي . وتم تنفيذ ذلك باختيار ما سموه قادة عسكريين وثوريين لا معارف أو خبرات أو مهارات سابقة لهم لا نظرية ولا تطبيقية في مجالات العمل العسكري والمدني ولم يدرسوا قط النظريات والاستراتيجيات والتكتيكات الحربية والثورية والتجارب السابقة للثورات العالمية بل كان معيار تجمع الائتلاف وملحقاته لاختيار من سموهم قادة ثوريين وعسكريين الولاء العشائري والمالي لمن بيده المال والتحكّم بتوزيعه على المرتزقة وكذلك عبر استجلاب أفراد من عامة البشر من عمال معنيين ومدعي المشيخة ونفخهم وتعظيم قدراتهم وكفاءاتهم الكاذبة كقادة عسكريين وثوريين لتولي قيادة وإدارة العمليات العسكرية ضد السلطة ، الأمر الذي نتج عنه الخسائر المتتالية وفقدان الاراضي المحررة منطقة بعد منطقة ومحافظة بعد محافظة ، إلى أن اصبح الثوار والخبراء العسكريين الاحرار في بقع جغرافية محاصرة كليا وآيلة للسقوط في أية لحظة أو في مجمعات مقفلة معزولة على الهامش ..
للأسف ، لم يدرس الخبراء والمتخصصون ما قام به تجمع الائتلاف وملحقاته ، الذي أدى إلى خسائر الثوار والجيش الحر بشكل طردي للمناطق التي حرروها سابقا ، ولم يكلف أحد من أعضاء ما يسمى تجمع الائتلاف وملحقاته نفسه ( الذين يدّعون تمثيل ثورة الشعب السوري بتكليف من أنفسهم فقط ومن يحميهم في الخارج ) بدراسة ذلك لأن هذا الواقع وهذه الخسائر لا تعنيهم مطلقا ولا يعنيهم سوى استمرار وجودهم في كراسيهم المستعارة من الدول الحامية لهم وكذلك نهب وسرقة أموال مساعدات الشعب السوري المهجر والبائس واصبحوا وابنائهم رجال اعمال خلالفترة ثورة الشعب السوري ، اضافة إلى اهتمامهم الكبير في شراء ضمائر وذمم من يسمون أنفسهم اعلاميين للترويج لبطولاتهم الوهمية والتعمية على فشلهم ولصوصيتهم وخيانتهم لثورة الشعب .
ها قد أصبحت حلب شبه محاصرة وهي آخر معقل للثوار وأحرار ثورة الشعب وقاب قوسين أو أدنى من السقوط وإعادة الاحتلال بيد السلطة العسكرية الشيعية متعددة الجنسيات ، وسط عدم اهتمام ولا مبالاة تجمع أعضاء الائتلاف وملحقاته ، الأمر الذي دفع بنخوة الغيرة الانسانية والمروءة الشخصية الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته فابيوس ( مشكورين ) لدق ناقوس الخطر على سقوط حلب المتوقع ، في حين لم يسمع أحد كلمة واحدة من تجمع الائتلاف وملحقاته إزاء مخاطر سقوط حلب وإعادة احتلالها !!!
بالمقابل ، باعتبار منطقة حوران بعيدة جغرافيا عن مركز تموضع تجمع الائتلاف وملحقاته ، مع وجود قطيعة شبه كاملة (والحمد لله بينها وبين تجمع الائتلاف وملحقاته ) على الصعيد الاداري والمالي والعسكري ( باستثناء عصابة السرقة التابعة لجمعية سري بكار ومرتزقة نصر الحريري ولصوصه ) ، فهناك انتصارات متتالية على الارض ويتم تحرير مساحات جغرافية باستمرار واتساع متسلسل للمناطق المحررة ولم يتم خسارة أية بقعة جغرافية محرّرة .
فعلا ، إنها لعنة الجغرافيا والتواجد الجغرافي لتجمع الائتلاف وملحقاته الذي يعيث فسادا أنى وجد ( علاقات مشبوهة وشراء ذمم وضمائر وبث التفرقة والفرقة بين الثوار والعسكريين الأحرار وافتعال النعرات العشائرية والإقليمية والأيديولوجية ).وتلك اللعنة الائتلافية الجغرافية أصابت كافة المحافظات التي يتواجد قربها جغرافيا ذلك الائتلاف وملحقاته إلا من رحم ربي (كما هو الحال في الغوطتين الغربية والشرقية  ومنطقة حوران الباسلة التي أبعدت كل تواجد لأتباع الائتلاف الفاسد وملحقاته وتم بتر وجودهم فيها بنعمة من الله ) .
لذلك ، نقول : أيها الثوار والعسكريون الأحرار ، أبعدوا كل ما يمت بصلة لذلك الائتلاف وملحقاته الفاسدة عنكم وعن مناطق وجودكم الجغرافية لأنهم وبال عليكم وبلاء ، واعتمدوا على انفسكم وعلى قوتكم وشجاعتكم وأخلاقياتكم النبيلة التي ورثتموها عن آبائكم النبلاء كونكم الشرفاء والأحرار بحق وتمثلون ثورة الشعب بكل ما للعبارة من دلالة ، وستتحقق انتصاراتكم انطلاقا من تواجدكم بعيدا عن هؤلاء اللصوص الخونة من أعضاء الائتلاف وملحقاته ، وسيأتي اليوم الذي ستتم فيه محاكمتهم ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب السوري والوطن والأرض .