الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تنامي الإرهاب بتأخير حل الأزمة السورية

تنامي الإرهاب بتأخير حل الأزمة السورية

25.08.2015
الوطن السعودية



الاثنين 24/8/2015
فيما يكثف النظام السوري غارات طائراته الحربية على بعض المدن مثل دوما وداريا في ريف دمشق وغيرهما كما في حماة وإدلب، مخلفا بقصفه مئات الضحايا خلال الأيام الماضية، ذهب أمس وفد مما يسمى "معارضة الداخل" في سورية إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء محادثات حول حل سياسي للأزمة السورية، لينكشف النظام السوري أكثر أمام العالم، فما إرساله لذلك الوفد إلا عبث يسعى من خلاله إلى الظهور كأنه يريد السلام، وأما القصف فيعني عدم التنازل وقبول حل سياسي.
النظام السوري الذي لم يعترف لغاية اليوم بالمهجّرين واللاجئين والمشردين السوريين ممن ملؤوا دول العالم خاصة أوروبا هربا من إجرامه، لن يتنازل إلا مرغما، وهذا ما على الروس أن يدركوه، لأن استضافتهم لمن يقال إنهم "معارضة الداخل" لا تختلف عن استضافتهم لرجالات النظام نفسه، فتلك المعارضة التي اصطُنعت بعد الأزمة كي يقول النظام السوري إنه ديموقراطي ولديه معارضة حرة، لن تجد غير روسيا وإيران لتفاوضهما حول إنهاء الأزمة، أي إن المسألة باختصار تضييع للوقت وابتعاد عن الموضوع الأهم في الشأن السوري وهو بقاء الأسد أم رحيله، ولا يختلف عاقلان على أن هذا الموضوع هو أساس المشكلة.
لا يعقل أن من يسلم أمور شعبه لتديرها إيران ويقبل أن يتفاوض الإيرانيون عنه بوساطة تركية لعقد هدنة قبل مدة قريبة مع معارضيه في الزبداني يستحق أن يحكم بلده، واستمرار الصمت الدولي إلا من تصريحات تصدر من بعض الشخصيات والمنظمات لم تفد الشعب السوري في شيء دليل عجز فاضح، فالمنظمة العامة للأمم المتحدة مكتوفة الأيدي بوجود مصطلح اسمه "الفيتو" في مجلس الأمن، لا تتورع بعض الدول عن استخدامه من أجل بقاء تحالفاتها ومصالحها، وإن نتج عن ذلك إبادة الشعوب..
الأزمة السورية أدت إلى ظهور تنظيمات إرهابية تخطت شرورها الحدود وعبرت القارات.. وعدم قدرة المجتمع الدولي على إنهاء الأزمة سيتسبب في تنامي تلك التنظيمات ويومها لن ينفع الندم، لذا لا بد من اتخاذ قرار دولي عاجل بإنهاء الأزمة، ولتتحمل روسيا المسؤولية التاريخية عما سيحدث في العالم إن أصرت على بقاء رأس النظام السوري.