الرئيسة \  مشاركات  \  تهيئة المنطقة للحقبة الإسرائيلية اللاحقة بأيد إيرانية

تهيئة المنطقة للحقبة الإسرائيلية اللاحقة بأيد إيرانية

27.05.2014
جان عبد الله



مهما اختلفنا على توصيف ما يجرى فى سوريا والعراق ولبنان من أنها حرب مذهبية أو تصفيات سياسية أو تطهير عرقى أو حرب نفوذ سياسى وصراع زعامات انما الذى يعنينا هو النتيجة والنتيجة واحدة وواضحة وضوح الشمس وهى تفتيت هذه البلدان الى دويلات متنافرة لاحول لها ولا قوة ولطالما سمعنا من الأستاذ أكرم الحورانى قوله أن فى السياسة ليست الأعمال بالنيات وانما النيات بالأعمال ففى عاصمة الرشيد كما فى دمشق وبيروت يجّر الناس فيها الى حرب مذهبية قذرة بغير ارادتهم وسكانها عرب أقحاح بشيعتهم وسنتهم ومسيحييهم يختزنون فى ذاكرتهم الوطنية أفضل ما فى التاريخ العربى والأسلامى بفعل التحريض الآتى عبر الحدود ومن ايران تحديدا لزرع بذور التفرقة بين ابناء الوطن الواحد نعم ايران هى التى تحرض المسلم على المسلم ارضاء لحلم عجمى قديم وهى التى تمنع الشيعى من الحوار مع السنى وتمنع تعاونهما لصياغة نظام حكم جديد
حلم الأمبراطورية الفارسية ترسم طهران تفاصيله على الخريطة العربية ولا تهتم بالدماء عربية شيعية كانت أم سنية ووسيلتها الدائمة الأستفزاز والتهديد والتحريض فسوريا والعراق يتآ كلان الآن تحت سمع العرب والمسلمين وبصرهم والمأساة تقع وأبصارنا شاخصة فى اتجاه آخر نخترع الخلافات ونتسلى بالترّهات اختلفنا يوم قامت ثورة الخمينى على أنها ثورة اسلامية وأنها ستحرر القدس وأستميح العذر مرة ثانية لأروى واقعة أيام بداية العدوان الأيرانى على العراق حيث كنت أخرج مع أخويين عزيزين بالسيارة الى طريق مطار دمشق هما العميد منيب المجذوب وكان قائدا لشرطة محافظة دمشق والعميد زهير حوكان وكان رئيسا لأدارة الهجرة والجوازات ومعنا فى أكثر الأحيان المرحوم ياسر عرفات وذلك للأستماع الى صوت العراق الحر الذى يتعذر الأستماع اليه فى دمشق كنت فى النقاشات يومها متشائما من هذه الثورة بعد أن ارتدت لبوسا مذهبيا صرفا كان أخى زهير انسانا خلوقا يؤدى فرائض الصلاة باستمرار ومعجبا بعض الشىء بهذه الثورة لطابعها الدينى أما أنا فكنت أنتقدها وأنتقد دعم نظام الأسد لها وأذكر أننى قلت له فى احدى المرات أن هذه الثورة ستقصم ظهر العرب والمسلمين وها نحن اليوم نعيش ذلك
تاريخنا اليوم يتآكل ومستقبلنا يتآكل فاذا سمحنا بانهيار حواضرنا وعنوان مجدنا دمشق وبغداد ومصدر عنفواننا صرحا بعد صرح فماذا سيبقى للأجيال القادمة
يا أبناء العروبة المطلوب اليوم وقفة شرف لأننا مسؤولون أمام الله والتاريخ فلا تسمحوا أن تذهب سوريا والعراق ولبنان ضحية لتصفية أحقاد تاريخية فلا تتهاونوا ولا تستسلموا لضعفكم لأن الآتى أعظم فايران تفعل ذلك وربما لاتعلم بأن المستفيد الوحيد من مخططها هذا هو اسرائيل فقط والمخططات الغربية للشرق الأوسط الكبير الذى لطالما سمعنا عنه منذ حقبة هنرى كيسنجر
*عضو الهيئة التنفيذية للتيار الوحدوي العربي الديمقراطي