الرئيسة \  واحة اللقاء  \  توازي الصفقة هدنة في سوريا.. وفي أوكرانيا!

توازي الصفقة هدنة في سوريا.. وفي أوكرانيا!

18.09.2016
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
السبت 17/9/2016
لم نتنبه الى توازي وقف اطلاق النار في سوريا بوقف اطلاق النار بين انفصالي اوكرانيا الارثوذكس، وبين العاصمة الاوكرانية الكاثوليكية بحضور وزير الخارجية الألماني. ولم نلاحظ قصة الحدود الزمنية لفترة وقف الاعمال العدائية في سوريا، ببدء الهدنة في اوكرانيا.. ثم بتمديدها لثمان واربعين ساعة، لتتساوق مع هدنة اوكرانيا!!.
عربنا مغرمون باعطاء اللعبة السياسية الدولية غطاء عقائديا، كأن يكون دعم روسيا لنظام الاسد كدعم الاتحاد السوفياتي القديم لدول التحرر العربية، وكفاحها ضد الاستعمار والرجعية!!. ومن يقرأ المقالات الحامية لهزيمة اميركا في سوريا، وانتصار الشجاعة الروسية في دحر الارهاب الاسلامي، لا يحب ان يرى مشهد المساومة الروسية لبيع جزء من "الاسهم السورية" في مقابل "الاسهم الاميركية" في الدولة التي كانت سوفياتية (اوكرانيا) واصبحت دولة غربية لها اهتمام بعضوية الحلف الاطلسي والوحدة الاوروبية!!.
واحدة بواحدة، تراجع روسي في سوريا، مقابل تراجع اميركي في اوكرانيا، هذه هي حسابات القوتين الاعظم منذ البداية، ولعل صمت ايران فيما يخص التوافق الروسي–الاسرائيلي في حركة "المقاومة والممانعة" في الجزء الجنوبي الغربي لسوريا، واعطاء اسرائيل "كرت بلانش" لسلاحها الجوي في ضرب الجيش السوري، وحزب الله، لعل صمت ايران له حساباته الايرانية التي لا تدخل في الهتاف القديم: الموت لاميركا والموت لاسرائيل، فايران تقبل قصف القاذفات الاسرائيلية للمدفعية السورية، ولحركات حزب الله واغتيال زعماء الحزب الواحد بعد الاخر، لانها تعتقد ان وجود روسيا في سوريا هو لمصلحتها، مثلما كان احتلال اميركا للعراق، وحين يصل عض الاصابع الاميركي–الروسي الى نهاياته، فيما يشبه التوافق السلمي، والتعايش السلمي الذي ابرمه كيندي مع خروتشوف في فينا، حين يصل عض الاصابع الى نهايته، ستفتقد ايران مواقع اقدامها في كل من سوريا والعراق.
نتمنى ان يصل العقل السياسي العربي الى فهم ما يجري فهما حقيقيا، ينتشل جنون الدم العربي من المستنقع، فلا احد مع الضعيف غير القادر على حماية ارضه وعِرضه. ولا يصح لأُمّة ان تبقى تكرر اغنية الضعيف المتهافت المصرية: "يا من يجيبلي حبيبي ليّا!!". فإذا كان حبيبه "محرز" فلماذا يجيبه للقاعد الشحاذ على قارعة الطريق يستجدي المارّة باحضار حبيبه إلى.. ذراعيه؟!.