الرئيسة \  واحة اللقاء  \  توقيت القرار أم ضياعه؟

توقيت القرار أم ضياعه؟

14.10.2013
يوسف القبلان


الرياض
الاحد 13/10/2013
    عندما شرعت بكتابة هذا الموضوع تذكرت مأساة سورية التي قتل وتشرد الملايين من أبنائها بسبب نظام غاشم والقرار المنقذ تأخر ثم ضاع في متاهات الدبلوماسية وبين سطور خطابات الأمم المتحدة.
وحين يتأخر القرار يقال في التبرير (أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي على الإطلاق)
والمعروف أن الحالات الطارئة تحتاج الى قرارات سريعة لا ينفع معها التبرير السابق فالحرائق والزلازل والبراكين وكذلك الحروب ينتج عنها أضرار إنسانية لا تحتمل التأخير، وفي سورية لم يتأخر القرار فحسب بل ابتعدت الحلول عن جوهر المشكلة.
الكاتب ريتشارد كوهين في مقال بعنوان (أوباما النسخة الثانية من بوش لكن من دون تحديث/ الشرق الأوسط) يرى أن النظام السوري بدأ في نقل المواد والأسلحة الكيماوية الى دول مجاورة كما جرى توزيع هذه الأسلحة على خمسين موقعا، ويضيف الكاتب قائلا:
(المؤسف أنه لوكان أوباما قد استخدم القوة في وقت سابق لما تجرأ الأسد على قتل شعبه بالغاز، القتلى والمصابون ضحية لضعف وتردد الولايات المتحدة بقدر كونهم ضحية لوحشية الأسد).
ثم يختم بالقول: (حدد بوش خطاً أحمر لأسلحة دمار شامل لم تكن موجوده بالأساس، أما أوباما ففي نهاية المطاف لم يضع خطاً أحمر لأسلحة دمار شامل موجودة بالفعل).
تلك حالة مأساوية تنتظر القرار وفي المجال السياسي ما أكثر القرارات المتأخرة ومنها اعلان دولة فلسطين أما أكثرها طرافة فهو قرار الكونجرس الأمريكي الذي صدر قبل أكثر من سنة ويقضي بإسقاط صفة ارهابي على الزعيم مانديلا وهو خبر كان يستحق أن يوضع في ركن حقوق الانسان بمتحف الأخبار.
ولو أردنا مزيدا من الأمثلة على القرارات المتأخرة في مجال السياسة فقد نصل الى حجم كتاب أو موسوعة فهناك خلافات وحروب وقتل وتشريد لكن القرارات تتأخر لأن آلية عمل الأمم المتحدة تحتاج الى تغيير وتطوير وأول خطوات التغيير استثمار وقت الخطابات الطويلة في عقد اجتماعات عملية واجراء مفاوضات جادة وتوقيع اتفاقيات واصدار قرارات مع آلية تنفيذها.
الاجتماع الأخير للجمعية العامة للامم المتحدة لا يختلف عن اجتماعات سابقة لأن السلطة الحقيقية هي بيد مجلس الأمن وتنص المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة على تعهد أعضاء الأمم المتحدة بقبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها بما في ذلك الدول المعارضة لهذة القرارات فلتكن الخطابات اذن من اختصاص الجمعية العامة.
وهكذا استمر النظام السوري في بطشه وتأخر القرار لأن الفيتو استخدم ثلاث مرات من قبل روسيا والصين لمصلحة النظام السوري وبالتالي فان القرار لم يتأخر فقط وانما قد لا يأتي على الاطلاق لأن المصالح السياسية أصبحت أقوى من الظروف الإنسانية.