الرئيسة \  تقارير  \  ثلاث عائلات والشيخ جراح

ثلاث عائلات والشيخ جراح

30.12.2021
هآرتس


ب. ميخائيل 28/12/2021
الغد الاردنية         
الاربعاء 29/12/2021
ذات يوم كان في القدس شخص اسمه توفيق كنعان، وهو طبيب وباحث معروف في الطب. فقد كان طبيب كبير في “بيكور حوليم” ومدير لعدد من المستشفيات منها مستشفى “هانسن” للأمراض العقلية ومستشفى “شعاري تصيدق” ومستشفى “اوغستا فيكتوريا” وغيرها. وكان ايضا اتنوغرافي ومؤرخ للفلوكلور الفلسطيني ولديه عدد كبير ومثير للأعجاب من التمائم وادوات العبادة المحلية، وهو متحدث سياسي باسم شعبه ومحارب بقلم حاد ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني.
عائلة كنعان سكنت في بيت فاخر في حي المصرارة، وهو أحد البيوت التي كانت بملكية العائلة. البيت كان يوجد مقابل سور البلدة القديمة في شارع كان يسمى في حينه “غودفري دي دفيون” والآن اسم هذا الشارع هو “ع.ح”.
في شهر شباط 1948 قصف الحي للمرة الأولى. وفي 5 أيار من نفس العام أصيب البيت بإصابة مباشرة. الدكتور كنعان وأبناء عائلته غادروا البيت ووجدوا ملاذا لهم في الدير اليوناني الارثوذكسي الذي يقع بين سورين. وقد كانوا على ثقة بأنهم سيعودون الى بيتهم قريبا. كل يوم كان يصعد الطبيب وزوجته على السطح ويشاهدا كيف يتم نهب محتويات بيتهم وتدمير كتاباته وسرقة اجزاء من مجموعته التراثية الخاصة. هم لم يعودوا الى البيت. هناك غرباء يسكنون فيه. في 15/1/1964 توفي الدكتور توفيق كنعان، الذي حقق إنجازات كبيرة ولكن تم تجريده من كل أملاكه.
في العام 1951 وصلت الى الشيخ جراح عائلة سالم. هذه العائلة سلبت اراضيها وأملاكها كالعادة. 70 سنة سكنوا هنا. عائلة سالم سيتم طردها من بيتها في الشهر المقبل وسينقل الى يهود. منظومة من القوانين العنصرية وعدد من المؤامرات القانونية حولت هذا الأمر البغيض الى أمر قانوني في إسرائيل. في نهاية المطاف هذه هي القاعدة الصهيونية المقدسة. فكل مكان فيه يهودي أو سفك دمه فيه هو لنا والى الأبد. ولكن بيت عائلة عربية، سكنت فيه بصورة قانونية منذ ثلاثين سنة، هو يعتبر دائما املاك متروكة، التي هي مباحة لكل يهودي.
في العام 1949 وصلت إلى اسرائيل عائلة يهودية من الولايات المتحدة. هذه العائلة لم يكن لها مكان تعيش فيه. القدس كانت في حينه غنية بمخزون ضخم من العقارات المسروقة، بيوت فلسطينيين طردوا أو هربوا من غربي المدينة. القيم على الاملاك التي سلبت منح هذه العائلة بيت فاخر وفارغ من اجل العيش فيه. في نهاية العام 1959 قامت العائلة بشراء البيت. وقد دفعت 16.500 ليرة ثمنا له (هذا ما كتب في وثيقة الطابو)، مبلغ صغير مقابل فيلا في مركز المدينة بمساحة 581 مترا مربعا. ومن أجل المقارنة، شقة تتكون من ثلاث غرف تم بيعها في حينه بمبلغ 32 ألف ليرة، ضعف ثمن الفيلا التي تتكون من طابقين في القدس.
الوالدان توفيا في سن الشيخوخة وورث البيت ابنان. منذ فترة قصيرة باع أحد الابنين نصيبه في العقار مقابل 4.24 مليون شيكل. النصف الآخر بقي في يد الابن الثاني الذي اسمه هو بنيامين نتنياهو. مؤخرا عاد لاستخدام البيت. ايضا هذا البيت يقع في شارع هبورتسيم 4 في حي القطمون، وهو عقار فلسطيني مسروق اعطي لليهود. حسب رأيي أصحاب البيت الشرعيين هم الدكتور كنعان المتوفى وورثته. هذا البيت ايضا هو من أملاك الدكتور كنعان.
اليكم اقتراحي لحل مشرف: بيت كنعان في شارع هبورتسيم يعطى لعائلة سالم من الشيخ جراح وبيت عائلة سالم في الشيخ جراح يعطى لعائلة بنيامين نتنياهو. هذا الأمر جيد من ناحيتين. أولا، لأنه من غير المناسب أن يصبح رجل سياسي ثري من املاك مسروقة. ثانيا، بادرة حسن النية هذه ستعلم البولنديين والاوكرانيين وسارقي الاملاك اليهودية الآخرين كيف تبدو الإعادة العادلة للاملاك التي سرقت من اللاجئين الذين هربوا.