الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ثمن الحرب في سوريا

ثمن الحرب في سوريا

06.12.2014
رأي البيان



البيان
الخميس 4-12-2014   
في خضم الحرب الدولية ضد الإرهاب، لاسيما ضد تنظيم "داعش" في كل من العراق وسوريا، كشفت إحصائية جديدة عن خسائر الحرب التي اشتعلت في سوريا منتصف مارس 2011 أن نحو 220 ألف شخص قتلوا، غالبيتهم من المدنيين، وأكثر من 1,5 مليون آخرين أصيبوا بجروح، وتشرد أكثر من نصف الشعب السوري، الى جانب تدمير البنى التحتية والأملاك الخاصة والعامة.
أرقام مرعبة للضحايا، قد لا تعكس حجم المعاناة والدمار الذي حل بسوريا، إذ أنها لا تشمل المفقودين والمختطفين والأسرى من الطرفين ومن المدنيين، ولكنها كافية لتدق ناقوس خطر في هذا البلد الذي تمزقه ويلات معارك متعددة على جبهات متفرقة بين جهات مختلفة، يدفع ثمنها غالياً السوريون بدمائهم وأرواحهم وبيوتهم ومستقبل أبنائهم.
وفي محاولة لتضييق حجم المأساة التي يعانيها السوريون، أطلق برنامج الأغذية العالمي حملة تبرعات على شبكات التواصل الاجتماعي لاستئناف المساعدة الغذائية بأسرع وقت ممكن لـ 1,7 مليون لاجئ سوري، إلى جانب حملات المساعدات المتواصلة العربية والدولية، والتي بحسب الإحصائيات لا تكفي لاحتواء الأزمة وتفادي تفاقمها، لكن السوريين يشككون في فعالية تلك الجهود، معتبرين أن العالم يتجاهل بؤسهم ومعاناتهم التي تزداد كل يوم، وبل ويريدهم أن يعودوا ليموتوا في سوريا، معتبرين أنهم وحدهم يدفعون ثمن الحرب في بلادهم.
مشاعر مؤلمة قد لا تصفها الكلمات، ولكن ظهورها إلى العلن يحتم على أطراف الصراع الداخلي، والأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري تكثيف جهودها أكثر وأكثر لحقن دماء السوريين، وتجنيبهم ويلات الحرب المريعة التي يعيشونها منذ أعوام، ويعيد إلى البلاد لُحمتها وقوتها بما فيه خير لأبنائها، وتغليب مصلحة الوطن على كل شيء، وتفويت الفرصة على قوى الإرهاب للتمدد أكثر في الأراضي السورية ومنها إلى دول الجوار، وتجنيب المنطقة برمتها نزيف دم وفوضى عارمة قد تعصف باستقرار أكثر من بلد.