الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ثمن الحرب في سوريا

ثمن الحرب في سوريا

13.02.2014
رأي البيان


البيان
الاربعاء 12/2/2014
لا يزال المشهد السوري بشقيه السياسي والإنساني يحتل صدارة اهتمامات دول وجهات عدة في محافل مختلفة وبأشكال متعددة، لكن البعد الإنساني لهذا المشهد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع الميداني على الأرض، ليس فقط لجهة إجلاء المدنيين من مناطق منكوبة، كما هو حال حمص، بل أيضاً ظاهرة تجنيد الجماعات المسلحة لأطفال سوريين لا تتجاوز أعمارهم 16 ربيعاً لمواجهة أهاليهم بالسلاح، والذين لا حول لهم ولا قوة حيال ذلك.
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي شكّل أخيراً، أول كتيبة نسائية في الرقة، أو كما يطلق عليها السوريون اليوم "مدينة داعش"، نشر صور لأطفال يتم تجنيدهم في المدينة بعد تدريبهم في دورات خاصة، تعتمد أسلوب "غسل الأدمغة"، وجعل القتل والتكفير والاستمتاع بهما أمراً اعتيادياً في حياتهم اليومية.
موسكو، التي تراها المعارضة خط الدفاع الأول عن نظام بشار الأسد دولياً، ربطت مصير المقاتلين الذين يحاربون القوات الحكومية السورية بيد مموليهم بالخارج، بل وامتنعت مع الصين عن مناقشة القرار الإنساني الذي قدمته كل من أستراليا ولوكسمبورغ والأردن لتأمين إيصال المساعدات إلى المحتاجين في مناطق النزاع، والذي ينص أيضاً على "الوقف الفوري لأي قصف جوي للمناطق المأهولة"، وسط محاولات حثيثة لإقناعها بقبوله دون جدوى حتى اللحظة.
وفيما يسقط مئات القتلى والجرحى السوريين يومياً، وبينما لا يزال مئات الآلاف محتجزين في أنحاء مختلفة من البلاد ويعانون الجوع وانعدام المساعدة الطبية، وسط مناشدات متواصلة لإنهاء الأزمة يصمّ كافة الأطراف آذانهم عن سماعها أو التعاطي معها، يتنازع المشهد السوري اليوم بعيداً عن القتال بين مسلحي المعارضة والنظام شقّان، الأول داخلي يتمثل في إرهاب تنظيم "داعش" ومن حوله في الداخل والخارج، والثاني خارجي بتجاهل المجتمع الدولي والقوى الكبرى الدولية والإقليمية لمأساة الشعب السوري داخلياً وخارجياً، هذا الشعب الذي يدفع يومياً ثمن حرب تقودها أطراف عدة بمعادلات مختلفة.