الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ثوار سوريا كشفوا المعلم ونصر الله

ثوار سوريا كشفوا المعلم ونصر الله

02.06.2013
فالح حسين الهاجري

الشرق القطرية
الاحد 2-6-2013
ظهر وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم فجأة في بغداد، وخرج إلينا في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، وأكد الأخير أهمية الزيارة، والأكثر أهمية لنا كمتابعين لما يجري على الساحة السورية هو إعلان النظام السوري الموافقة "من حيث المبدأ" على المشاركة في مؤتمر جنيف 2، الذي وصفه المعلم بأنه فرصة مواتية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا.
الزيارة دار حولها الكثير من التحليلات، وكذلك تصريحات كل من زيباري والمعلم في مؤتمرهما الصحفي، وما يشد الانتباه هو قول المعلم: "أبلغت رئيس الوزراء (نوري المالكي).. قرارنا من حيث المبدأ بالمشاركة في المؤتمر الدولي"، ولا نعلم هل جاء هذا القرار عن قناعة من النظام السوري بأهمية هذه المشاركة، أم أنهم يبحثون عن المزيد من الوقت الذي أصبح العامل المؤثر في مسار ثورة الشعب السوري، فالنظام السوري — كما هي عادته — يختار اللون الرمادي في كل تعاملاته، حتى في إعلانه من بغداد حول المشاركة في المؤتمر الدولي أكد "الموافقة من حيث المبدأ"، وهذه العبارة محل أخذ وردّ حتى يحددوا ما يرونه في صالحهم هم دون مصلحة الشعب السوري، فكلمة "من حيث المبدأ" لا تعني الموافقة على المؤتمر والحضور، وقوله أبلغت (المالكي)، الذي يتعرض لثورة شعبية عراقية من كل الأطياف، تدعو إلى التعجب والاستغراب، فهل معنى كلامه أن السيد المالكي له تأثيره في الأحداث وما يجري في سوريا والعراق، أم أنه حلقة وصل مع أطراف أخرى يجري العمل والتنسيق معها، خاصة أن زيارة المعلم جاءت بعد كلمة حسن نصر الله مباشرة، تلك الكلمة التي حملت رسائل وإشارات واضطر فيها نصر الله إلى الاعتراف بمشاركة قواته ومساعدتها قوات الأسد "حتى النصر"، بعد أن كبّدها الثوار والجيش الحر خسائر فادحة ظهر من خلالها مشاركة إيرانيين وتابعين لحزب الله اللبناني في الحرب التي تدور بين نظام وشعبه داخل أرضه.
زيارة المعلم للعراق ربما جاءت للتنسيق مع الجانبين الإيراني والعراقي على أرض ما زالت الحكومة العراقية تتحكم بها، بعكس الأرض في سوريا التي لم يعد يستطيع المعلم أن يجد فيها مكاناً للوقوف والتصريح في مؤتمر صحفي حول موافقة بلاده ومشاركة نظامه في مؤتمر جنيف 2، فالجيش الحر على مقربة من مفاصل الدولة الأكثر أهمية، ولا أدل على ذلك من إعلان المعلم الموافقة في مؤتمره الصحفي في بغداد وليس في عاصمته دمشق.
شكراً لثوار سوريا، فقد وقفوا بكل بسالة في وجه أعتى الأنظمة القمعية في عصرنا الحالي، وعلى الرغم من القصف الجوي والصواريخ التي تسقط على المدن والقرى الثائرة في وجه النظام، إلا أنهم صمدوا ووقفوا حتى تبيّن لكل العالم ما كان يدور في بلادهم من مشاركة أناس نفوا عدداً من المرات وجودهم هناك، كما أن زعيم حزب الله كشف عن وجهه ولمن يتبع، وخطابه الأخير خير شاهد على ذلك، ووليد المعلم لم يجد مكاناً يحتضنه ويصرّح فيه إلا عن طريق الشريك التبعي لإيران، والفضل في كشفهم وفضحهم لثوار أرض الشام.