اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ثورة بلا قيادة ، تعني الفوضى ، ثمّ الدمار
ثورة بلا قيادة ، تعني الفوضى ، ثمّ الدمار
27.04.2019
عبدالله عيسى السلامة
الثورة حرب ، لكنها حرب من نوع خاصّ ، غامض وخطير!
الثورة ، في حال نجاحها السريع ، في إسقاط السلطة المركزية الحاكمة ، تعني : ترك البلاد ، بلا سلطة !
وإذا طال أمدها ، قبل إسقاط السلطة الحاكمة ، دخلت البلاد ، في دوّامة صراعات متعدّدة :
صراع السلطة ضدّ الشعب الأعزل ! وإذا سلّح الشعب نفسَه ، دخل ، مع السلطة ، في صراع مسلّح !
إذا شارك بعض عناصر الجيش ، مع الشعب ، ضدّ السلطة ، دخل الصراعُ مرحلة معقّدة جديدة !
إذا استلم الجيش السلطة ، دخلت البلاد ، في دوّامة صراعات متنوّعة ، بعضها محتمَل، وبعضها مؤكّد:
صراع بين قيادات الجيش : من الصراعات المحتملة ، وهو قد يؤدّي ، إلى دمار البلاد ؛ إذ تدخل في حرب أهلية ، بين قوى عسكرية مسلّحة متنازعة ، وقد تَدخلها بعض القوى السياسية ، التي تسلّح نفسها ، وتصطفّ ، مع بعض الأطراف العسكرية المتنازعة ! وكلّما طال أمد الثورة ، زاد احتمال هذا الصراع !
صراع بين الجيش ، والقوى المدنية العزلاء : أحكام عرفية .. حظر تجوّل .. حكم عسكري !
صراع بين القوى المدنية المحلية : أحزاب .. كتل .. قبائل ! على أسس : دينية ، أو طائفية ، أو عرقية، أو قبلية..! والصراع السياسي ، على السلطة ، قائم ، حُكماً ، بين الأطراف السياسية ، لكنْ ثمّة محاذيرُ كثيرة، من تحوّله ، إلى صراع مسلّح !
صراع بين قوى محلّية ، وأطراف إقليمية ودولية ، قد تدخل الساحة : إذا دخلت قوى خارجية ، إقليمية ودولية .. ازداد الصراع تعقيداً !
نماذج : نماذج الثورات العربية كثيرة ، ولكلّ ثورة نموذجها الخاصّ بها ! وباستعراض بعضها ، تظهر مخاطر التمسّك ، بالأحلام الوردية ، لدى بعض الفئات الثائرة ! منها ، على سبيل المثال :
مصر، بعد سقوط النظام المتسلّط المزمن: قامت انتخابات نيابية ورئاسية حرّة ، ونجح فريق سياسي فيها، فلم يكد يمسك بشيء ، من مقاليد السلطة، حتى تآمرت ضدّه ، مجموعات، من القوى السياسية المناوئة ؛ باشرت، بإثارة القلاقل ، ولم تترك له مجالاً ، لإدارة البلاد ! حتى قفز بعض العسكر، إلى السلطة ، وزجّوا بالفريق المنتخّب ، وسائر كوادره ، في السجون ، أو القبور ! وفرّ الكثيرون منهم ، إلى المنافي !
أمّا ليبيا ، واليمن ، وسورية .. فقد سبّب لها ، إسقاطُ السلطات المستبدّة المزمنة ، حروباً داخلية ، ماتزال قائمة ، منذ ثماني سنين ! ولا يعلم ، إلاّ الله ، إلى متى تمتدّ هذه الحروب ، وكيف ستكون نتائجها !
والخوف ، اليوم ، هو على السودان والجزائر؛ أن يكون مصيرهما ، كمصير الدول ، التي سبقتهما ! والسبب الأساسي الأهمّ ، أن القوى المدنية ، في كلّ من الدولتين ، ليس لها مَن يوجّهها ، ويقودها ، ويفاوض باسمها، العسكر، الذين يمسكون بأزمّة الحكم ، في كلتا الدولتين !
فالقوى المدنية : متنوّعة الأهواء ، والمشارب ، والتوجّهات ! وكلّ منها، لديه أحلام ، وتطلّعات ، وأمال ، تناقض مع مالدى الآخرين ! كما أن لكلّ منها ، هواجسه ومخاوفه !
فعلى سبيل المثال : هذا الفريق ، يريد السلطة لنفسه ، أو يريد القسم الأكبر منها ، لنفسه !
وذاك الفريق ، يريد التعجيل ، في تسليم السلطة للمدنيين ؛ لأن لديه كوادر جاهزة ! بينما يريد فريق آخر، تأجيل نقل السلطة ، إلى المدنيين ، ريثما يرتّب أموره ، ويُعدّ كوادره ، ليكون مهيّأً ، للمشاركة في الحكم !
وفريق آخر: لديه هواجس ، من ترسيخ حكم العسكر، وتهميش القوى المدنية !
وفريق غيره : لديه مخاوف ، من عودة النظام القديم !
وفريق : قد يضمّ هؤلاء ، جميعاً ، أو بعضهم .. يخاف ، من سرقة الثورة ، من قِبل بعض القوى الداخلية ، أو الخارجية !
فإلى متى ، يصبر العسكر، على الطلبات المتناقضة ، في شارع : ممتلئ بالضجيج ، ومزدحم بالبَشر!؟
وإلى متى ، يصبر الناس ، على هذه الأحوال ، التي هي أقرب إلى الفوضى ، منها ، إلى أيّ شيء آخر، في العواصم !؟
وإذا كانت أمزجة الأفراد ، غير المتمرّسين بالسياسة ، تدفعهم ، إلى التمسّك بأحلام ، شبه مستحيلة ؛ فإن أطماع الساسة المتمرّسين ، تدفعهم ، إلى استغلال أحلام الشباب ، وتوظيفها ، في صراعات بائسة ، لا يحصلون منها، على مايريدون ؛ بل تؤدّي ، إلى دمار البلاد ، ويأس العباد ، من أيّة ثورة ، على أيّ ظالم !
فمَن يَحمل وزر التطوّرات السلبية : الجماهير المتحمّسة الثائرة ، أم النُخب المتمرّسة الواعية !؟