الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جبهة النصرة .. هل يعرفها احد ؟

جبهة النصرة .. هل يعرفها احد ؟

16.11.2013
عبد العزيز آل محمود


الشرق القطرية
الخميس 14/11/2013
هناك الكثير الذي قيل عن جبهة النصرة في سوريا ، عن تشيكلاتها و دورها و اهميتها و خطورتها ، حتى ان احد المسؤولين العراقيين قال : اننا لو لم نقاتل جبهة النصرة في سوريا فإنها قد تقاتلنا في بغداد .
فهل جبهة النصرة فعلا بهذه القوة ؟ ولماذا وضعتها الامم المتحدة و امريكا واستراليا و بريطانيا وكثير من دول الاتحاد الاوروبي على قوائم المنظمات الارهابية ؟ في حين ان كثير من المنظمات المقاتلة الشيعية بقيت في مأمن من هذه القوائم ؟.
سارت على ركب العداء ايضا الكثير من الدول العربية التي بدأت تحارب هذه الجبهة بدون اي اعتبارات اخرى و بدون اي دراسة او تبرير معتبر لهذا العداء ، حتى انها بدأت في سجن من يفكر في الذهاب الى سوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك ، وكأن الجميع يخاف من تكرار التجربة الافغانية مرة اخرى ، ولكن هل هذا الخوف مبرر اصلا ؟.
في وضع عدائي مستحكم مثل هذا سيصعب الحصول على معلومات صحيحة ، وحتى الصحفي الذي يعمل في مؤسسات اعلامية يفترض ان تكون محايدة لن يكون موضوعيا عند تغطية هذه المنظمة خوفا من ان يحاسب على ذلك .
بدأت بحثي عن جبهة النصرة في محرك البحث غوغل باللغة الانجليزية ، فظهرت لي قوائم طويلة من المقالات والدراسات والاخبار ، فحاولت ان استثني المواقع الروسية والايرانية او تلك المدعومة من ايران مثل برس تي في والمنار وغيرها ، باختصار تلك المواقع المؤيدة للنظام السوري بشكل واضح ، وحاولت ان ابحث عن مراكز الدراسات وفي  المقالات التي بها نوع من الموضوعية الشكلية فخرجت بالتالي :
أعلن رسيما عن تشكيل جبهة النصرة في 23 يناير عام 2012 ، اي ان الجبهة لم تكمل عامها الثاني بعد ، فهي جبهة صغير السن نسبيا ، ولكنها حازت على متابعات كثيرة خلال هذه الفترة ، فوصفتها الكثير من المواقع الاخبارية على انها من اشرس وانجح فصائل المعارضة السورية ، وبعد الاعلان عنها ببضعة اشهر وضعتها الامم المتحدة  وامريكا في ديسمبر من عام 2012 على قوائم الارهاب ثم تبعتهم استراليا في يونيو 2013  و بعدها بشهر بريطانيا في يوليو 2013 .
ومع بداية 2013 اي بعد سنة من الاعلان عنها كان للجبهة حوالي 6000 مقاتل ومازالت منذ ذلك الحين  تستقبل الكثير من المتطوعين الذين يدخلون لمدة عشرة ايام في دورة دينية مكثفة قبل ان يلتحقوا بدورة عسكرية تمتد لمدة ثلاثة اسابيع .
ولدى الجبهة جهاز استخباري فعال متغلغل في بعض وحدات الجيش السوري الموالي لبشار ، ونجح في كثير من الاحيان في تهريب ضباط وجنود ناقمين على النظام الى مناطق اكثر أمنا ، ومازالت بيانات الجبهة تصور مثل هذه العمليات وتنشرها على اليوتيوب من حين الى اخر .
للجبهة وحدات مقاتلة في المحافظات السورية الثمان ، وهي تقوى وتضعف بناء على الدعم الذي تحصل عليه من الاهالي ، فوجودها ضعيف في مناطق الساحل وفي المناطق العلوية والشيعية وفي مناطق الدروز ، ولكن وجودها يكاد يكون كاسحا في المناطق السنية ، وللجبهة تشكيلات عسكرية تشابه الجيوش ، مثل السرايا و الوحدات و الالوية ولكنها تملك خلايا سرية عنقودية في منطقة دمشق وريفها .
حددت جامعة ستانفورد الامريكية اهداف جبهة النصرة بالتالي :
* توحيد الالوية و الوحدات المقاتلة في جبهة واحدة
* أسلمة الثورة السورية تحت مسمى الجهاد .
* تقوية نفسها بالحصول على اسلحة ومجندين و تحسين اساليب التدريب .
* تحويل سوريا لدولة اسلامية .
* إحياء الخلافة .
أما اسباب نجاح الجبهة كما ذكرت ستانفورد فهو دورها في اثخان جيش بشار بالعمليات الانتحارية ، وهم قوة موحدة و منضبطة و يملكون قيادة فعالة ، وروحهم المعنوية عالية ، ولهم القدرة على تحمل الضحايا .
و قد كتب المراسل الحربي لصحيفية الغارديان البريطانية غيث عبد الاحد يوم 10 يوليو 2013 مقالا مطولا عن جبهة النصرة في شرق سوريا ، قال ان بها مقاتلين من العراق وتونس و مصر واخرين ، ولمن لايعرف غيث ، فهو مسيحي عراقي برز اسمه خلال احداث فلوجة العراق و سافر الى افغانستان و الصومال و سوريا ، وكتاباته عن الصراعات في هذه الدول بها شيء من الموضوعية التي تفتقدها الكثير من التقارير الغربية .
أما صحيفة جيراسيلم بوست الاسرائيلية فقد نقلت مقتطفات من تقرير نشره مركز مائيرعاميت للاستخبارات وشؤون الارهاب يقع في 150 صفحة و عنوانه هو  Terrorism-info.org.il
وقامت بعمل لقاء مع مدير المركز الدكتور ريوفينارلنتس عن هذا التقرير قال فيه : ان ما قامت به القاعدة في افغانتسان خلال عشر سنين انجزته جبهة النصرة في سنتين ، واذا قارناهم بالطاعون فهم الان في مرحلة الحضانة ، ولكن بعد هذه المرحلة فان المرض سينتشر في المنطقة والعالم ( واعتقد ان هذا سبب وضع الجبهة على قوائم الارهاب )
ثم اضاف بان موقع سوريا الجغرافي أهم بكثير من موقع افغانستان ، فهي على ابواب اوروبا و جارة لاسرائيل ، ولكن الخبر الجميل هو ان احتمال نجاحهم في اعادة الخلافة الاسلامية قليل جدا ، اما الخبر السيء هو ان قوة انتشارهم يهدد المنطقة برمتها .
لم يستطيع التقرير معرفة من هو قائد جبهة النصرة المسمى الجولاني ، فتوقع ان يكون معارضا سوريا غادر الى العراق للانضمام للقاعدة هناك ثم عاد الى سوريا بعد الثورة برفقة احد قيادات القاعدة ليؤسسوا جبهة النصرة في بلاد الشام ، و يشارك في القتال مابين 500 الى 600 مقاتل من دول اروبية كما اورد التقرير . انتهى
خلال الصراعات القاسية والحروب التي تنسف كل مباديء الانسانية كالتي يشنها نظام بشار على شعبه فان المنظمات الدينية تجد لها مكانا على جبهات القتال ، حتى روسيا الشيوعية سمحت للكهنة الاورثوذكسباحياء الصلوات وتبخير الجنود الذين يقاتلون تحت قيادات ملحدة لاتحمل للدين اي اعتبار ، ولهذا فان اعتبار الحركات الجهادية حركات ارهابية بدون مبررات معتبرة قصر في النظر وخصوصا في مثل الصراع السوري .
ولكن الخوف كل الخوف هو ان تنجر جبهة النصرة لصراعات داخلية تحيد بها عن هدفها المعلن في اسقاط نظام بشار ، مع ان رأيي الشخصي هو ان الاهداف تتغير بعد ان يزول الخطر المتمثل في النظام السوري وانصاره من متطرفي الحركات الشيعية ، فالحرية تفتح افاقا جديدة غير تلك التي تمليها ظروف القتال .