الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جرائم الحرب في حلب

جرائم الحرب في حلب

13.10.2016
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الاربعاء 12-10-2016
يمكن القول بثقة مطلقة إن ما يجري في حلب من دمار وتقتيل وحرائق يمثل جريمة حرب واضحة، وقد أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية أن روسيا وايران دولتا احتلال، فما يحدث في هذه المدينة المنكوبة أسوة بكثير من المدن السورية لا يفسر إلا أنه جريمة حرب يعاقب عليها النظام السوري من قبل المجتمع الدولي.
ولعل من العار على الأمم المتحدة هذا الانجراف الواضح وراء النظام الأسدي وإفراغ حلب من سكانها، ولا يمثل هذا الانجراف حلا للأزمة السورية برمتها، ولا يمثل حلا لما يحدث في حلب من جرائم حرب واضحة بمساندة أعوان النظام الذين ما فتئوا يساندون الظلم والطغيان والجبروت الذي يمارسه النظام الفاشي في سوريا، وهو عار سيكتبه التاريخ للأمم المتحدة.
ولا يخفى على تلك الهيئة الدولية الموكول إليها حفظ الأمن والسلم الدوليين أن ما يحدث في حلب يمثل جريمة حرب معلنة، ولا تختلف الأوساط السياسية في العالم على أن ما يجري يمثل جرائم حرب، وفشل الأمم المتحدة في وقف الإبادة الجماعية في حلب هو فشل ذريع لا بد على المجتمع الدولي أن ينظر في سلبياته المتعددة، فهو فشل إذا استمر فإنه سابقة خطيرة تهدد أمن دول العالم وسلامتها.
وللأسف إن جميع القرارات الأممية لم تنجح في وقف إراقة الدماء في حلب، وهنا ينبغي على دول العالم مجتمعة أن تنظر في الكيفيات الناجعة التي يمكن عن طريقها ايقاف المذابح التي يرتكبها النظام السوري ضد أهالي حلب وبقية المدن السورية المنكوبة بزعامته، فالركون الى تلك القرارات بعد فشلها الذريع في ايقاف تلك المذابح لا يمكن أن يمثل طريقة صائبة لإنهاء الأزمة السورية التي تزداد تعقيدا بمضي الوقت.
ومن خلال ما ارتكبه ويرتكبه النظام الأسدي من مذابح شنيعة ضد السوريين وجلهم من المدنيين العزل، فليس من المنطقي أن يكون لهذا النظام أي دور في مستقبل سوريا، فالجرائم المرتكبة تحول دون التفكير العقلاني لأي دور يمكن أن يلعبه النظام لصناعة مستقبل سوريا، فما ارتكبه من تقتيل وتشريد وتدمير لا يمكن أن يخوله الاستمرار في الحكم، فالتخلص من هذا النظام الجائر هو الأسلوب الأنسب والصحيح لحلحلة الأزمة السورية وتسويتها.
ويبدو واضحا للعيان أن المحكمة الجنائية الدولية لا بد في الحالة التي يمر بها أهالي حلب ويعايشونها أن تحقق بجدية في الجرائم الشنيعة التي يرتكبها النظام الأسدي، فغارات النظام بطائراته التي يستخدم فيها الأسلحة المحرمة دوليا ضد أبناء حلب ما زالت تتسبب في إشعال الحرائق الهائلة في هذه المدينة السورية المنكوبة، وما زالت تتسبب في سقوط القتلى والجرحى من المدنيين ومعظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن
إن ما يجري في حلب هو انتهاك صارخ لكل القرارات الأممية المرعية، ويستلزم الانتهاك وقفة سائر الدول المحبة للحرية والعدالة والانصاف لدعم القضية السورية من خلال الدعوة لاسقاط النظام الأسدي وإدانة أفعاله الإجرامية التي لم يعرف لها التاريخ المعاصر مثيلا، فالطغيان الذي يمارسه النظام السوري يستوجب من جميع الدول وقفة جادة ومسؤولة للحيلولة دون سريانه، فقد وصل هذا الطغيان إلى ذروته وآن للمجتمع الدولي أن يفعل شيئا لاخماده والخلاص منه.