الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جرائم النظام والرد الدولي الغائب

جرائم النظام والرد الدولي الغائب

25.02.2014
داود البصري


الشرق القطرية
الاثنين 24/2/2014
الوحشية المفرطة، وسياسة التدمير الشامل والقتل بالجملة هي أهم النتائج المتمخضة عن مرحلة ما بعد مؤتمر جنيف2 وتفعيل الحل العسكري لعصابة النظام ومحاولة فرض أوضاع ميدانية جديدة على الأرض واستغلال الزمن والخلافات الطارئة والمؤسفة بين قوى الثورة وتياراتها من أجل تكسير وتحطيم الإرادة الشعبية وإنهاء الثورة باتت هي الإستراتيجية الوحيدة المعتمدة لدى نظام أدمن القتل وليس لديه ما يقدمه سوى القتل وتوسيع مساحات الموت والإغراق في الحلول الانتقامية وجعل الخراب الشامل هو الحالة البديلة لنظام خرج من دائرة الشرعية منذ زمن طويل ويعيش في هوة الجريمة.
وبعيدا عن مشاريع البيانات والإدانة اللفظية التي لا تسمن أو تغني ولا تقدم أو تؤخر، فإن خارطة الخروج من الأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري كانت واضحة وجلية منذ البداية، رسم خيوطها وحدد معالم طريقها الشعب السوري نفسه بعد ستة شهور من الانتفاضة السلمية، وهي تحطيم الآلة العسكرية العدوانية للنظام، وتدمير المراكز الاستخبارية التي هي العصب الموجه للنظام، وذلك عبر تحرك الإرادة الدولية الحرة ومنع آلة النظام العدوانية من الاستغراق في إرسال براميل الموت القذرة وتدفق العصابات الإرهابية المجرمة من حلفاء النظام المعروفين والمسجلين خطر والذين يتعامل معهم العالم للأسف بعدم اهتمام، لقد انكسرت الآلة العسكرية للنظام أمام إرادة الشعب منذ الشهور الأولى، وكان واضحا أن الانشقاقات المستمرة وعدم رغبة الجندي السوري بقتل أهله ستؤدي في النهاية لانهيار كامل في بنية المؤسسة العسكرية المجرمة، ولكن حلفاء النظام الفاعلين أرادوها أن تكون حربا مشتعلة بيافطات كريهة لم يفكر بها الشعب السوري أبداً أو يتقرب من حافاتها المشبوهة، لا يمكن الخروج من حلبة القتل الشامل والإبادة الجماعية في الشام من دون كسر آلة العدوان الهمجية، وبما يعني التحرك العاجل لتزويد قوات المعارضة السورية الميدانية بأسلحة نوعية مضادة للطيران، وبفرض منطقة حظر طيران فوق المدن السورية أسوة بما فعلوه مع العراق مع أحداث عام 1991 وكذلك ما تم في ليبيا لاحقا، أن الحاكم الدموي المغرور قد صورت له نفسه وعصابته بأنه الطرف الوحيد الذي يحق له التحكم بمصير ملايين السوريين بعد أن سقطت بالكامل شعارات الدجل في الصمود والتصدي والتوازن الإستراتيجي المثير للسخرية، وتبين أن الصمود والتصدي المقصود هو ذلك الموجه ضد الشعب السوري وليس ضد المحتلين والغاصبين لأرضه، لقد آن أوان التحرك الدولي الجدي والفاعل وإنزال الهزيمة النهائية بنظام خرق كل قواعد التصرف الأخلاقي والسلوكي، لا حل سوى الحل المعروف وهو إسقاط الفاشية العسكرية وتقديم أركانها لمحاكم شرعية وإنزال القصاص العادل بهم، إن الشرعية وموازين العدالة الدولية باتت اليوم على المحك في أصعب اختباراتها التاريخية.. وبرغم كل المصائب وبراميل الموت فإن السوريين الأحرار ماضون في طريقهم المصيري في السعي نحو الحرية الحمراء، فدمشق المجد ستسحق الطغاة، إنه الوعد الحق، "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".