الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جرائم بلا حساب

جرائم بلا حساب

29.12.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 28-12-2014
الوضع الذي وصلت إليه الحالة السورية، أصبح أكبر من ان يطلق عليه كارثي أو مأساوي، حيث تبدو معاناة الشعب المستمرة وكأنه لا نهاية لها، في ظل صمت وتواطؤ دولي بغيض على الجرائم التي ترتكب بحق هذا الشعب الصابر، الذي لم يكن ذنبه سوى المطالبة بحقوقه المشروعة في الحرية والكرامة الانسانية ووضع نهاية لعقود من الظلم والاستبداد.
لم يعد الموت في سوريا بالسلاح الكيماوي وبراميل الموت والصواريخ البالستية والمدافع والدبابات وحدها، بل وصل الى حد الموت جوعا، وذلك جراء سلاح الحصار اللا انساني والبشع الذي يفرضه النظام لمعاقبة السكان في البلدات التي تقع تحت سيطرة معارضيه، حيث يمنع وصول الغذاء والدواء لآلاف الاسر في المناطق المحاصرة.
وفي هذا العام وحده سجلت المنظمات الحقوقية اكثر من 300 حالة وفاة بينها أكثر من 100 طفل، بسبب نقص الغذاء والدواء، في المناطق المحاصرة، حيث كان معظمهم في الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تخضع لحصار خانق منذ نحو عام ونصف العام.
ان استخدام نظام بشار الاسد القمعي للغذاء والدواء كسلاح ضد مواطنيه، هو جريمة حرب أخرى تضاف الى جرائمه التي اصبحت أكثر من ان تعد او تحصى، ففي كل بلدة جريمة وفي كل يوم مجزرة، في أسوأ تحدي للمجتمع الدولي وقراراته ومواثيقه التي تدعو للسماح بايصال المساعدات الانسانية من غذاء ودواء لكل من يحتاج إليها دون عراقيل من أي جهة.
لقد كانت قطر، قيادة وشعبا، ولا تزال في مقدمة المساندين والداعمين للشعب السوري الذي يعاني من النظام المجرم، إذ لم تتوقف قوافل مساعداتها لكل السوريين النازحين في الداخل او اللاجئين في معسكرات اللجوء بالخارج، حتى باتت من أكبر الدول التي قدمت مساعدات انسانية للاشقاء السوريين. وكانت أحدث هذه القوافل هي المساعدات التي قدمتها "عيد الخيرية" واستفاد منها حوالي 50 ألف سوري في مناطق الشمال السوري بحلب وريف حلب وريف إدلب وريف حماة والساحل.
لقد اصبح المجتمع الدولي، بصمته عن جرائم الاسد ونظامه المتوحش وانتهاكاته المتكررة لكل المواثيق والمقررات الدولية، شريكا في ما آل إليه الوضع في سوريا.