الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جريمة الغول الأسدي الكيماوي في الغوطة... أم جريمة من؟!

جريمة الغول الأسدي الكيماوي في الغوطة... أم جريمة من؟!

26.08.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 26/8/2013
هل ستنجح الخدعة الأسدية ومن يدعمها من محور الإجرام المحلي والإقليمي والدولي بدافع الحقد والمصلحة الميكيافيلية الضيقة على حساب نفوس الشعب السوري الطاهرة التي تستشهد راقية إلى ربها دون أن تنزف قطرة دم واحدة بسبب جبروت الغول الكيميائي الأسدي بعد أن قضى أكثر من ألف وستمائة ضحية، ذلك معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ في يوم واحد بغوطتي دمشق وبعد رفض العصابة القاتلة لانتقال فريق تفتيش الأمم المتحدة المحاصر الذي أتى أصلا بغية التأكد من استعمال الكيماوي في خان العسل وريف دمشق سابقا وهو نفسه الفريق الأسير في فندق الفور سيزن وغير المتمكن دون غطاء من الأمم المتحدة والتثبت أن الضحايا الجدد الذين سقطوا الأربعاء الماضي إنما قضوا بالغول الكيماوي نفسه في المجزرة الأخيرة الأخطر ضمن الهولكوست الكيماوي وسواه اليوم بيد أن هذا الرفض سرعان ما تغير إلى القبول أمس بسبب غليان اهتزاز الأسد ورعبه وبسبب ارتفاع سقف وتيرة اللهجة الخامدة في أمريكا والغرب نظرا لهذه الصور المروعة التي أجبرت ضمير العالم أن يهتز حقا والتي أثبتت تماما كسابقاتها أن الطغمة المجرمة بأمر الأسد الجزار هي التي نفذتها وكذلك بعد الهجومات المتكررة برا وجوا، حيث تلت هذه الجريمة قواذف خاصة على الأرض لتدفن أي موضع فيه دليل ملموس عنها يمكن للمفتشين أن يعثروا عليه كما حدث في طحن عظام الموتى الذين قضوا في مجزرة حماة 1982 وهكذا كان الرفض تم القبول بعده لاسيما أن موسكو زعمت أن هذا السيناريو عن الجريمة قد أعد مسبقا كما قال بوتين وتبعته إيران المجروح كاملا بشهادتها لاشتراكها فعليا وبفتاوى مذهبية بمزيد من قتل أطفال السوريين وهي اليوم في حالة ارتباك وقلق ولكن لابد لروسيا وإيران أن تذعنا لطلب الغرب بضرورة انتقال المفتشين إلى المنطقة المنكوبة التي لا تبعد عن دمشق إلا قليلا جدا، فلعل الأرجح أن اللعبة من قبل هؤلاء السفاحين جميعا قد أنشأتها ودخلت في لوث الخديعة والحيلة القذرة وإلا فلماذا كان كيري يتساءل مع المعلم عن عدم السماح للمفتشين بالانتقال مما يدل على أن شيئا يراد إخفاؤه في الجريمة وكان رد المعلم بعد أن جاءه الأمر بالقبول، حيث أحكمت الفبركة بالتعاون مع شركاء الإجرام أنه ليس لدى سوريا ما تخفيه، فليأت الفريق وليتأكد من استعمال الكيماوي وهكذا تم السماح من جديد ولكننا نقول إن خطر الموقف الأمريكي بتآمره على شعبنا الذبيح يقترب من موقف الأسد الجبان وعصابته وقد تبين لنا أن الأمريكان لم يبيعونا مع فداحة قضيتنا، إلا الكلام، وليس مستغربا ذلك، إذ هم رهناء الموقف الصهيوني ولا يكترثون بنا، بل بحماية إسرائيل وأن الأسد يحقق لهم ذلك تماما وما أوباما حقيقة إلا ألعوبة وأضحوكة في يد اللوبي الصهيوني وهل يمكن للتابع أن يكون متبوعا ولا بد أن يكون اللاعب الإسرائيلي هو الأقوى في حلبة الصراع ومع السخونة الظاهرية اليوم للموقف الأمريكي وأن واشنطن جاهزة للتحرك في سوريا ومع اعتراف نتنياهو بجريمة الغوطة النكراء ذرا للرماد في العيون وكذلك قول فابيوس إنه إذا ثبت استعمال الكيماوي فلا بد من القوة ولو من خارج مجلس الأمن الذي اكتفى ببيان ضعيف دون اتخاذ أي قرار في الموقف وأنه مع الشعور الظاهري بقدر ما لما يتمخض عنه الرأي نهائيا فإن تجربتنا تثبت أن هؤلاء ليسوا صادقين ولا عمليين بالتعاطي مع الملف السوري على مدى الثورة وأن الموقف الجوهري والدور الذي يجب أن يركز في العقول والضمائر ويتحرق فيتحرك واقعيا هو في أخذ دورنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص، فإنه لن يشق لنا درب الخلاص أحد ويجب ألا ننسى أنه إضافة إلى أن آلاف الضحايا الذين قضوا نحبهم الأربعاء الماضي فإن اليوم آلاف المدنيين في الغوطة محاصرون وأن الكارثة الإنسانية ستعصف بهم جوعا وعطشا وإيواء، فلعل هذا ما ينبغي بحثه الثلاثاء القادم في الاجتماع الذي دعت إليه الجامعة العربية للنقاش حول المذبحة الكيماوية الرهيبة، ولعل ما صنعه بعض عناصر كتيبة الكيمياء من انشقاقهم عن جيش الجزار يدل على أنهم متأكدون من ورطته وخطيئته الفظيعة بسبب يأسه المحقق، حيث إنه حتى بدعم روسيا وإيران وحزب الله وعصابات العراق فهو مهزوم مأزوم ولن تكون هذه المذبحة البشعة بابا له كي يرفع معنوياته وجيشه وشبيحته وإننا لنعتذر للوحوش الضارية أمام هولوكوست الخائنين للأمة والوطن والذين أذاقوا سوريا مئات المجازر الموثقة في الأمس واليوم ولا يزالون والذين لن يهمهم رضا أوباما أو غيره، بل قد لا يبعد أن يكون التنسيق بينهم على أشده، لأن أوباما وإدارته على قرار الغياب الحقيقي عن حضور المشهد السوري الأليم جوهريا وذلك إلى حين الإضعاف أو الإفناء الرهيب لسوريا، لتفتح الفرصة كاملة للصهاينة تحطيما للجبهة الشمالية التي غدت تخافها فعليا منذ عام وبعد انتصارات الثوار المتلاحقة الآن هؤلاء الأبطال الذين عوضونا عن الصمت المريب الرهيب الذي يمنى به المجتمع الدولي العاري من تحمل أي مسؤولية أخلاقية في حقوق الإنسان السوري المقهور من نار المستبدين المحتلين والمحتلين المستبدين والذين لا تحركهم الديمقراطية حقيقة وإنما الدم قراطية كما نرى اليوم ولا ريب أن جريمة العصر في الغوطة لن تمر بلا تداعيات قاسية وقد بدأت ولكن النصرة في النهاية لمن يصبر ويصارع الطغاة الفراعنة، خصوصا في الشام ولذا فإن دعم ثورتنا فرض عين على العرب والمسلمين وأحرار العالم قاطبة ولتسمعوا ذلك يا منظمة التعاون الإسلامي، فسوريا بلد عربي إسلامي وليس شعوبيا ويراد له أن يعيش تحت نير الصفويين والمستعمرين وألف تحية لأسود الغوطة العظام وألف تحية لمن يكون معهم من ذوي الضمائر الحية،
تقضي البطولة أن نمد جسومنا جسرا فقل لرفاقنا أن يعبروا.