الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جريمة تجويع السوريين.. أوقفوا المأساة

جريمة تجويع السوريين.. أوقفوا المأساة

10.01.2016
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 9/1/2016
تجري فوق الأرض السورية وبفضائحية دولية مريعة، فظائع إنسانية معيبة في عصر الحريات الكونية، تؤشر على مدى استشراء الترهل والفساد وانعدام المسؤولية على مستوى المنظمات الدولية وحتى الدول الكواسر التي تتباهى بعظمتها وإنجازاتها الحضارية!، فأمام عيون العالم المتحضر ومنظماته الدولية تجري وقائع حرب إبادة بشرية منظمة ساحتها في عمق الشرق القديم أرض الحضارات، ومهبط الوحي والرسالات، ومنبع القوانين والأنظمة التي سنت أسس العدالة للبشرية، فالمجازر البشعة التي تعرض ويتعرض لها الشعب السوري قد تجاوزت كل الحسابات القياسية وحتى الخيالي منها ودخلت ضمن أرقام مرعبة تشير بجلاء لكارثة إنسانية عظمى ألمت بذلك البلد العريق بعد خمسة أعوام من الثورة الشعبية التي مورست ضغوط وتدخلات دولية من أجل شيطنتها وإظهارها بغير واقعها الحقيقي وكونها انتفاضة للمحرومين الباحثين عن الحرية والعدالة والإنصاف في زمن المبادئ والقيم الإنسانية العليا التي ينبغي أن تكون هي المنهج الفاعل في قيادة الشعوب.
اليوم، وفي ظل أشنع حرب إرهاب كونية ضد شعب من شعوب العالم الثالث تدور رحى حرب جديدة ولكنها بدائية في توحشها وهمجيتها وعدوانيتها ونتائجها الرثة المتوحشة، إنها حرب التجويع الفاشية التي تعبر عن آخر مبتكرات وحشية النظام السوري وحلفائه الطائفيين "الفاشست" من قوى الإرهاب الدولي التي تمارس بشغف مهمة إبادة الشعوب فيما تتفرج الديمقراطيات الغربية على المأساة الإنسانية وتكتفي بإصدار البيانات المنافقة التي لا تسمن أو تغني بل تؤطر المأساة وتجعلها تدور في حلقة مفرغة من المساومات والمفاوضات المؤدية للجحيم المطلق؟
مأساة ريف دمشق الإنسانية وقرية (مضايا) الجبلية بالذات التي كانت ذات يوم عامرة بأهلها وتجارتهم تستصرخ الضمير الإنساني الغائب، وتناشد العالم التدخل الفاعل ضد جرائم مباشرة ضد البشرية يقترفها النظام اللاشرعي بالتعاون مع ميليشيات حزب الله الإرهابية التي تهدف لإحداث تغيير ديموغرافي طائفي يضمن أمن ومستقبل النظام وعصاباته ووفقا لعقلية إرهابية مجرمة متخصصة في الإبادة الممنهجة وممارسة الجريمة بأقصى صورها المرعبة، العالم يتفرج ببلاهة وأصدقاء الشعب السوري تبخروا بالكامل، والأمم المتحدة عاجزة بالمطلق عن التصرف وحماية الإنسان المنتهك والإنسانية المسحوقة، والضحايا البشرية تتساقط يوميا في ظل صمت دولي هو شكل من أشكال المؤامرة القذرة التي تصب في مجرى إبادة بشرية كاملة، لقد أباد النظام السوري في معتقلاته الرهيبة عشرات الآلاف من البشر دون أن يرف له جفن أو نرى إصبع اعتراض دولي حقيقي، وهذا النظام بالذات قد أفلت من كل منظومة القوانين الدولية في ظل الحماية المافيوزية المتوفرة له من أساطين مافيا الدولية ممثلة في روسيا الإرهابية التي أضفت حمايتها الفعلية عليه معيدة للذكرى أساليب وتصرفات القوى الاستعمارية في القرن التاسع عشر!، وهي حالة شاذة وغير مسبوقة في العلاقات الدولية!، فالحماية المتوفرة لآلة القتل السورية النظامية تحظى للأسف بحماية دولية!!، وقتل السوريين جوعا لا يتم في معسكرات الإبادة النازية بعيدا عن العيون بل أمام كاميرات الدنيا وعيون الدول الكبرى المفتوحة، وقوافل الصرعى من الأطفال والشيوخ والنساء تفطر القلوب وتدمي الأفئدة، ولكنها لا تحرك شعرة من جسد النظام الدولي الظالم الذي لا ينتصر للضعيف وينحني للإرهاب الدولي الذي تمثله خير تمثيل روسيا وحلفاؤها من القتلة البرابرة!!، والله لو حدثت هذه الفظائع الإنسانية في العصر الجاهلي لتحرك الكون وأنشأ (حلف الفضول)!!، ولكن المجتمع الدولي في زمن الحرية الكونية تحول لشاهد زور على جريمة إنسانية كبرى لا تجد من يوقفها!؟ فكل شعارات نصرة البشرية تبين أنها مجرد هراء أمام حقيقة البلطجة المافيوزية الدولية!، ليتحرك أحرار العالم لإيقاف حرب الإبادة البشرية والتجويع في المدن السورية، كفى عبثا وصمتا وتواطئا ضد الإنسانية المعذبة!.
والله أكبر على الظالمين الذين سيدفعون ثمن جرائمهم القذرة لا محالة، فالله يمهل ولا يهمل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.