الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جسر إنساني لإغاثة أهلنا في سوريا

جسر إنساني لإغاثة أهلنا في سوريا

21.01.2015
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الثلاثاء 20-1-2015
كعادتها دائما، كانت المملكة لا تنتظر ، بل تهرع لمساعدة الأشقاء، الأشقاء الذين تربطنا بهم وشائج القربى والصلة والدين واللغة والهوية والتاريخ والمصير المشترك.
كعادتها مملكتنا الحبيبة وشعبنا الأبي لا يصمتون على وجع الأشقاء، يساهمون ويشاركون لرفع ثقل ما يجري عنهم، في أيام البرد القارس، في توقيت يتكالب فيه الأعداء على الشعب السوري، ينهشونه من كل جانب، يساعدون آلة الحرب والدمار والفناء في سوريا.
فيما يتضور أهلنا جوعا، ولاجئوه لا يملكون ما يسد الرمق، وهناك مرابطون يتطلعون لبزوغ الفجر ، وهناك - وللأسف - من يجعلهم جزءا من تجارة سياسية رابحة، يتباكون عليهم دون مساعدة تقيهم ما هم فيه.
المملكة كعادتها لا تنسى، وفي ظرف حاد يستدعي القيام بالواجب الاخوي والانساني، حيث البراميل المتفجرة التي تلقى على مواطنين عزل وأبرياء، وإرهاب وتكفير لا يرحم، وعوائل تفقد نصفها على طريق الآلام، بحثا عن الأمن والأمان والاستقرار .
معاناة تدمي القلوب، أطفال مشوهون، يفتقدون أدنى الاهتمام بالرعاية، يموت معظمهم من البرودة والجوع، ومجتمع دولي مازال يحلم بالحل السلمي، وليس هناك مجيب ، غير إرادة السوريين، السوريين الذين قرروا الخلاص، من دولة رهينة للآخرين، رهينة لايران ولحزب الله، في ظل ضياع هيبة الدولة والقرار السياسي.
التوجيهات الملكية الكريمة لوزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية لنصرة الاشقاء في سوريا، جاءت متناغمة مع أحاسيس المواطن السعودي، الذي يستشعر الدفء والأمن والاستقرار ، ولا يرضى بأن يحل ذلك بالأشقاء، ولا يرضى بعدم تلبية النداء، نداء الغوث ، كواجب يقدم لأهلنا في سوريا، في أوضاع مأساوية، وثلوج غير معهودة، وفي ظل نقص في الخدمات الإنسانية.
الأمر الملكي بتحريك جسر إغاثي بري عاجل، حمل داخله رسالة أصيلة لدولة ومجتمع وقيادة، لا تتأخر دوما عن تقديم العون والمساعدة للأشقاء، لقيادة ومجتمع تؤثر فيهم الكلمة والصورة والأحداث الجسيمة، وهذا الجسر الاغاثي يشمل دول جوار سوريا : الأردن وتركيا ولبنان، بشكل مخطط له لتصل هذه المعونات في توقيتها، وفي وقت الحاجة لها.
هذا الجسر الانساني، يأتي استكمالا لجهود المملكة في هذا المجال، الذي تراه المملكة واجبا تؤديه بلا منة، فقط استشعارا منها بأن يكون لها قصب السبق والمشاركة الرسمية والأهلية، لتجسيد معاني الاخوة واللحمة والمصير المشترك بين شعبنا السعودي، وأهلنا وشعبنا السوري الشقيق، فما تقدمه المملكة من مساعدة يبقى قليلا في نظرنا.
فالتطلعات والأماني بأن يتحرر الشعب السوري من الكابوس الكبير ، ومن الظلم المجحف الذي حاق به خلال السنوات الماضية، وستبقى المملكة داعما لتطلعات الشعب السوري بما يحفظ أمنه واستقراره ووحدة بلاده.
الحملة التي يشرف عليها سمو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، ستنطلق - بمشيئة الله تعالى - الى سوريا يوم الخميس المقبل 2 ربيع الآخر 1436ه الموافق 22 يناير 2015م، وهي التي وجدت تعاونا كبيرا من مواطنينا، عند نقاط استقبال التبرعات في كل من الرياض وجدة والدمام، وكشفت عن أصالة ومعدن شعبنا الكبير ، وقيمه الإسلامية، وتفاعله مع التوجيهات الملكية الكريمة.
حيث قامت الحملة الوطنية بشحن كميات كبيرة من مختلف المواد الاغاثية الشتوية عبر ميناء العقبة في الأردن، وميناء مرسين في تركيا، وميناء طرابلس في لبنان.
كما أن الحملة الوطنية السعودية تواصل نشاطاتها في المجالات الطبية والغذائية والايوائية والاغاثية والتعليمية، وفقا لبرامج واضحة ومعدة مسبقا، بما يساهم في تغطية جزء من احتياجات أهلنا في سوريا، حيث تجاوزت تكلفة هذه البرامج أكثر من 660 مليون ريال سعودي.