الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جمهوريَّة الدويلات والشبّيحة والنَهْب!

جمهوريَّة الدويلات والشبّيحة والنَهْب!

21.09.2013
الياس الديري


النهار
الخميس 19-9-2013
عن حال الجمهوريِّة التي تكاد تصبح اسماً على غير مسمّى، وأقرب إلى تجمّعات غير متجانسة من الدويلات والمزارع، يدعوها اليوم الرئيس نبيه بري، ويدعو نجومها ومتزعّميها إلى مبادرة قد تثقب جبل الجمود ولو بإبرة... فتحرّكوا.
المخاض الدولي بالنسبة إلى حرب الإبادة التي تتعرّض لها سوريا لا يزال مستمراً. وقد تقضي لعبة الأمم، ومصالحها، واستراتيجياتها بتمديد "العرض" شهرين، سنة، أو أكثر.
في هذا الوقت يقترب الوضع اللبناني بخُطى ثابتة وسريعة من الفوضى غير الخلاّقة، ومما قد يعرّضه لامتحانات صعبة وقاسية ليس في مقدوره تحمّلها.
ولكن، لا بد هنا من الإشارة إلى "التطمين" المستمر إلى أن لا حرب كونيَّة جديدة في وطن الدويلات، والتي حلَّت محلَّ "النجوم" والفنون والنظام والقانون.
أربعون في المئة من المقيمين في الربوع الغنّاء لاجئون، ناهيك بالمئات والألوف الذين لا يمكن الوصول إليهم وتعدادهم. والخير لقدَّام. فلا شيء يمنع أن يرتفع العدد إلى النصف أو الثلثين، ويصير اللبنانيّون أقلية في لبنان الرسالة.
ستُّون في المئة من اللبنانيّين "الأصليّين"، كما كان الهنود الحمر في أميركا يوم اكتشافها، باتوا خلال حروب الآخرين وبعدها من المغتربين. أو المنتشرين. أو الموزَّعين بين البرازيل، والأرجنتين، وأوستراليا، وكندا، وأميركا العظمى، وأفريقيا... فيما الأجيال الجديدة تيمِّم وجهها شطر دول الخليج.
لم يعد أحد منّا يسمع مَنْ يقول نيّال مَنْ لو فيك يا لبنان مرقد عنزتو. فكل مَنْ يملك أرضاً بحجم مرقد عنزة، أو مراح ماعز، أو مزرعة دجاج، يبيعها، ويصعد حالاً إلى طائرة الهجرة...
خلال الاهتمام بورشة اللاجئين السوريّين في الأمم المتحدة، ظهرت بعض الحقائق والأرقام التي تقشعرّ لها الأبدان، وتتناول المهاجرين والمهجّرين واللاجئين الجدد، وكيف يعيش بعض المقيمين من "الهنود الأصليين":
مليون لبناني يعيشون تحت خطّ الفقر. مليون آخر في مستوى هذا الخطّ، لا فوق ولا تحت. مليون وثلث مليون من الذين يدعونهم "المستورين"، أو جماعة على قدّ بساطك مدّ رجليك. وتندرج تحت هذا العنوان فئات كثيرة ومتنوِّعة من الموظفين وذوي الدخل المحدود جداً... والدائم.
يبقى أُولئك الذين فرَّخوا تحت جناح الحروب، وسبحوا في أنهر الخيرات السائبة التي "سقطت" في أيدي الميليشيات وقادتها والأنسباء و"الرفاق" والمحظوظين وغيرهم كثيرون.
ثمة دولة تلفظ أنفاسها: لا حكومة. لا مجلس يجتمع. لا موازنة تصدر، أو توضع. لا مَنْ يسأل أين ذهبت المليارات ومشتقاتها. بلد سائب والحمد لله من الجهات الأربع. والطاسة ضائعة بين 8 آذار و"حزب الله" ودويلته من جهة، و14 آذار و14 نيسان و14 أيار من هيديك الجهة.